على صعيد المسرح المحلي ينظر بعض المهتمين.. إلى أن تلفزيوننا الموصل الحقيقي من المسرح إلى الجمهور، فعن طريقه تعرف الجمهور المحلي على المسرح المصري والكويتي، وعلى نجوم وأسماء المسرحيات الخليجية والعربية، حيث يرى المهتمون أن التلفزيون استضاف ممثلين ومخرجين عرباً، لكنه في نفس الوقت ابتعد عن المسرح السعودي.. ما الأسباب؟ هذا السؤال الذي يطرحه المهتمون بشؤون المسرح المحلي: حيث يقول الأديب والكاتب محمد الشقحاء: إن السبب هو من المهتمين بشؤون المسرح، ويشير إلى أن التسجيل التلفزيوني والعرض يتمان بموافقة الطرفين، منتج المسرحية وإدارة التلفزيون للتصوير والعرض، وأنه وفي بعض الأحيان يقوم المنتج بتصوير العرض وتسويقه ويكون التلفزيون أحد المشترين، مؤكداً أن هناك عدة أسئلة حول المسرحيات التي كانت تعرض سابقاً، هل المنتج طرق باب التلفزيون وسمح له بعرض العمل بعد انتهاء العرض التجاري؟ المسؤول إداري وليس فناناً.. بينما عرج الأستاذ أحمد الهذيل وهو أحد أهم المسرحيين السعوديين، حيث قال: ربما لسببين، إما «عقدة الخواجة»، أو أنهم لا يعلمون أن هناك مسرحاً ومسرحيين سعوديين، وهذا هو الأقرب، ويشير الهذيل إلى أنه أحد أبناء الإعلام بكل فئاته، وأنه عاشه عشرة أعوام من البداية، فالتلفزيون منذ البداية لم يوفق بإداري فنان يعي ويتذوّق الفن التمثيلي خلاف الوزير الفنان جميل الحجيلان، وكل من تولّى من بعده كانوا إداريين فقط، وعلى مدى العشرة أعوام في بدايته التي عشتها معه قبل ذهابي للدراسة خارج المملكة مبتعثاً من التلفزيون، كان إنتاجه يتم داخل أستوديوهاته وبعناصره الوطنية المؤهلة، ويعرض كل إنتاجه مباشرة، ثم بعد ذلك تحوّل الإنتاج إلى تجارة وأصبح يتعامل مع مطابخ إنتاجية متنوّعة من الخارج، ويقوم بعرض هذا الإنتاج لمرة أو مرّتين ثم يتم حفظه مع سابقه من الأعمال، وهذا يندرج أيضاً على ما تم تصويره من أعمال مسرحية تم دفع ثمنها لجمعية الثقافة والفنون وغيرها، وكان مصيرها كغيرها عرض لمرة أو مرّتين ثم الحفظ والصون، ويمر الزمن وتولد أجيال جديدة لم تتذوّق تلك المنتجات السابقة، فتولد التساؤلات التي لا نجد إجابة عليها.. سوى غياب المدير الفنان أو المتذوّق للفن. الذيب في القليب.. الكاتب المسرحي والإعلامي مشعل الرشيد.. يقول: وما المسرح السعودي الذي غيبه التلفزيون؟ هل هو المسرح الاجتماعي الجماهيري ونجم الشباك؟ للأسف هذا متوقف لأسباب لا يسع المجال لذكرها، أم تقصد المسرح الذي يعتمد على المنهج التجريبي هذا المسرح متوفر لكن ليس له جمهور. ويرى الرشيد أنه ليس من المعقول أن يعرض التلفزيون أعمالاً لا تجذب الجمهور، يؤكد الزميل مشعل: أي منتج مسرحي لديه القدرة على تقديم عمل، فيه ممثلون نجوم شباك، مثل مسرحية «الذيب في القليب»، سنرى التلفزيون موجوداً حتى في البروفات وسيصور العروض ويعطي أن المنتج حقه قبل أن يعرض المسرحية للجمهور، ويختم الرشيد: أما أنواع المسرح الأخرى فلا لها أهمية عند التلفزيون ولا الجمهور؛ لأنها لا تجذب المعلن الذي يريد نجوم شباك يتكلمون عن مواضيع اجتماعية محلية، مثلما يحصل في المسرحيات الكويتية والمصرية. المدخلات قبل المخرجات.. خالد العطية المستشار بأمانة مدينة الرياض والذي كان مسؤولاً سابقاً عن إدارة الخدمات الاجتماعية التي قدمت مسرح الأمانة للجمهور المسرحي ل15 عاماً بنجاح، يقول: لن أتحدث عن الماضي والشراكة بين المسرح والتلفزيون، لأنه لم تكن هناك شراكة استراتيجية واضحة بينهما، ولكن سأتحدث عن الوضع الجديد بوجود هيئة للمسرح والفنون الأدائية، والتي أعلن عنها وعن أهدافها، من ضمنها النهوض بالمجال المسرحي ودعمه وتشجيعه والاستثمار فيه، وإذا كان للهيئة خطة استراتيجية واضحة الرؤية والرسالة والأهداف، فبالتالي هناك مبادرات لإغلاق الفجوة بين الوضع الراهن والمستهدف، ولتحقيق هذه المبادرة وتفعيلها ينفذ تحت مظلتها مشروع مسرحي أو أكثر وفق مؤشرات أداء محددة تقاس بشكل دوري لمعرفة سير أداء المبادرة ومشاريعها والطريق نحو تحقيق المستهدف واكتشاف ما إذا كان هناك خلل في الأداء ومعالجته أولاً بأول لضمان تحقيق المستهدفات في الوقت المحدد، وحسب المنهجيات المعمول بها عالمياً لإعداد بطاقة مبادرة، فهي تتضمن اسم المبادرة ومدتها والأثر المتوقع والفئة المستهدفة والشركاء وفرق العمل والميزانية، إذا تحدد الشركاء من هم وأصبح هناك اتفاقيات مستوى الخدمة بينهم عندها تنظم الشراكة بشكل ممنهج مع التلفزيون أو القطاع الخاص المعلن أو الرعاة وغيرهم، لذا لا تتوقع أن تكون هناك مخرجات إذا لم يكن هناك أصلاً مدخلات تقود إليها. الشقحاء: التسجيل التلفزيوني والعرض يتمّان بموافقة الطرفين الهذيل: لا يعلمون أن لدينا مسرحاً سعودياً! الرشيد: ليس من المعقول أن يعرض التلفزيون أعمالاً لا تجذب الجمهور العطية: وجود هيئة للمسرح والفنون الأدائية سيدعم المسرح