قال مختصون: إن تقديم المملكة مرشحا لمنصب مدير عام منظمة التجارة العالمية، يعد تأكيداً على اهتمامها وحرصها على وجود نظام تجاري عالمي مفتوح وشفاف مفيد لأعضاء المنظمة وغيرهم، في ظل ما يشهده العالم من تحديات تنعكس سلبا على التجارة الدولية، وأكدوا أن تنصيب مرشح من المملكة سيكون إيجابيا للمنظمة ولعملها في ظل حالة عدم الرضا تجاه أدائها مؤخرا، فالمملكة التي عرفت بتوازن علاقتها مع الجميع وقدراتها المتقدمة التي تظهر بوضوح للجميع خلال هذه المرحلة عبر نجاحها في قيادة مجموعة العشرين للتعامل الأمثل مع جائحة تفشي فايروس كورونا أخطر تهديد للبشرية قادرة على إصلاح منظمة التجارة العالمية وتطوير أدائها بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة منها. وقال خبير السياسيات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال، أحمد الشهري ل»الرياض»: إن ترشيح المملكة لشخص بكفاءة وخبرات المستشار محمد بن مزيد التويجري الذي سبق له حمل حقيبة وزارية مهمة هي وزارة الاقتصاد والتخطيط يؤكد استشعار المملكة لمسؤولياتها ودورها القيادي دوليا، ومن المؤكد أن تنصيبه سينعكس بشكل إيجابي على عمل المنظمة وسيدعم تجاوزها للتحديات التي كانت سببا في وجود حالة من عدم الرضا الدولية تجاه أدائها مؤخرا. وأشار أحمد الشهري أن ثقل المملكة خلف المستشار محمد التويجري، سيكون كفيلا بتطوير أداء المنظمة وتمكينها من الاستجابة ومواكبة المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية وتقديم الدعم السياسي اللازم لذلك من أعضاء مجموعة العشرين، خصوصا أن القدرات السعودية معروفة لدى الجميع سواء في دعمها لتوازن وعدالة أسواق النفط وفي تقدمها قائمة الدول المانحة، وقد ظهرت تلك القدرات للجميع خلال قيادتها لمجموعة العشرين في تعاملها الراهن مع جائحة كورونا، حيث استطاعت توحيد الجهود وترسيخ مبدأ التعاون ضد الجائحة، وحولت تقاعس البعض ومحاولة سيطرة البعض على سلاسل الإمداد الطبية والغذائية إلى تعاون وتعاضد مازالت البشرية والشعوب غنيها وفقيرها يحظون بالاستفادة منه. بدوره قال المستشار التجاري، الدكتور عبدالرحمن محمود بيبة، لا شك أن تنصيب مرشح المملكة المستشار محمد التويجري لمنصب مدير عام منظمة التجارة العالمية سيكون إيجابيا للمنظمة ولعملها وستنعكس تلك الفائدة على أداء المنظمة، كما أنها ستدعم بشكل كبير تحقيق الأهداف التي تسعى إليها المنظمة، فعلاقة المملكة المميزة والمتوازنة مع الدول الأعضاء في المنظمة والترحيب والقبول الذي تحظى به في تقريب وجهات النظر بخصوص تضارب السياسات التجارية بين الدول الأعضاء سيحدث تقدما في الموضوعات المعطلة ويطور أداء المنظمة. وأشار الدكتور عبدالرحمن بيبة إلى الدور قيادي للمملكة على مستوى منظمة التجارة العالمية فقد ترأست المجموعة الآسيوية للدول النامية في المنظمة لعام 2013م، ومجموعة دول مجلس التعاون الخليجي عام 2016م، كما تتولى المملكة رئاسة المجموعة العربية في المنظمة حالياً لمدة (7) سنوات متواصلة منذ 2013م، مبينا أن تنصيب مرشحها سيسهم في تعزيز تلك الأدوار وتطويعها للإسهام في رفع مستويات المعيشة عالميا وضمان العمالة الكاملة وزيادة الدخل والطلب المناسب إضافة إلى الاستخدام الأمثل للموارد العالمية المتاحة وفقاً للمخططات التنموية وحماية البيئة والحفاظ عليها بما يتلاءم مع متطلبات التطور الاقتصادي العالمي. وبين الدكتور بيبة، أن تنصيب التويجري سيكون عاملا داعما لتعزيز الثقة في نظام تجاري متعدد الأطراف يعتمد جوهريا على إصلاح منظمة التجارة العالمية، وتعزيز التوافق الدولي من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الموسع والاستناد إلى نظام دولي قائم على مبادئ ومصالح مشتركة. د. عبدالرحمن بيبة