ما قدمه الإنسان في حياته يظهر أحياناً بكثرة المشيعين له والذكر الطيب وحضور الناس وتفاعلهم وتأثير الميت عليهم في حياته. وأتذكر شخصيات كثيرة شاركت في الصلاة عليهم ودفنهم وكان الحزن يلف الجميع لعظم ما قدموه في حياتهم. والأستاذ الراحل فهد بن راشد العبدالكريم من هذا النوع المحبوب الذي حالت ظروف كورونا من كثرة المشيعين له فقد كان مميزاً ورائعاً في قيادته ومنهجيته وأسلوبه في العمل وتعامله مع الجميع. عرفته -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- عندما عملت في مؤسسة اليمامة الصحفية وكنتُ قد سبقته بثلاث سنوات تقريباً محرراً متعاوناً في جريدة الرياض وكان حينها الأستاذ هاني وفا الذي يتسلم زمام المسؤولية في الجريدة من الزملاء الأوفياء الرائعين في تلك الفترة. وكنت أقابل الأستاذ فهد العبدالكريم بين فترة وأخرى، وزاد التواصل من خلال عملي في وزارة التعليم ووزارة الداخلية، حيث كان -رحمه الله- نعم الصحفي المحترف المهني المخلص لمهنته والمدرك لحقوق وطنه، فكان الطرح المفيد المتوازن في تحقيقاته ومقابلاته. وبعد توليه المسؤولية في جريدة الرياض بعثتُ له بمقال تأبيني في وفاة أخي عبدالرحمن المصيبيح -رحمه الله- فبادر بنشره وتم الحديث عن الكتابة في "الرياض" فكانت عودة زاويتي "كل شيء ينمو" بعد أن كنت أكتبُ هذه الزاوية ولعدة سنوات قبل 20 عاماً تقريباً. وهذا من وفائه ونبله وحسن تعامله. ورأينا الحزن الذي عمَّ الرياضالمدينة والجريدة، إذ ملك أبو يزيد الناسَ بحسن أخلاقه وتواضعه وحبه لعمل الخير ودعمه للجميع، والتعامل برقي ووعي وإنسانية وتحضر. فأوجد هذا الحب الكبير في نفوسنا حتى أن مرضه كان مؤلماً جداً ورأينا ذلك في كثرة الزوّار والمتصلين والسائلين عن صحته. ودعاؤنا لله عز وجل بالرحمة والغفران للأستاذ فهد العبدالكريم وأن يسكنه فسيح جناته وأن يرزقنا الصبر على فراقه وأن يجعل خاتمتنا في الدعاء والذكر الطيب مثل حدث وفاته وهذا أجمل ما يطمئننا على فراقه حيث كان موعدنا يوم جنازته بالحزن وكثرة من عزاه وكتب عنه وذكره بخير. كما ندعو له بالفردوس الأعلى من الجنة لأنه كان نعم الإنسان الطيب النبيل المنجز المبدع في عمله والخلوق الرائع في رقيه وحسن تعامله.