في الدول المتقدمة بدأت قصة بكامل أحداثها وشخصياتها وأجبرت جميع قرائها على الانتظار بشغف ليعلموا الأحداث العميقة لها وليفهموا شخصياتها ودورهم في هذه القصة الملحمية التي أتت نظير حاجة الناس لها، ولكن هذه الحاجة لم تكن فقط في الدول المتقدمة بل توسعت في نطاقها حتى وصلت إلينا، وما كان لنا إلا أن نرحب بقدومها، ونمتلك هذا الشغف الذي امتلكه غيرنا؛ ودخلت في أكبر شركاتنا حينها علمنا أهمية هذه القصة، وأهمية فهمها حتى نستطيع الخوض في تفاصيلها.. والآن دعوني أتوقف عن السرد القصصي الشبيه بدخول علم وفن العلاقات العامة إلينا، واتركوني أتحدث باللغة البسيطة. في بداية دخول العلاقات العامة إلى السعودية كان لشركة أرامكو الدور الأكبر في ذلك، وساهمت بشكل كبير في توصيل المفهوم الصحيح لها، ولشدة أهميتها في ذلك الحين عرض على معالي المهندس علي النعيمي بعد عودته من دراسة الماجستير من خارج المملكة منصب علاقات عامة، وهذا يعطينا تصوراً عن مدى أهميتها، ولكن بعد ذلك وبسبب عدم جود المختصين في هذا المجال تولى إدارات العلاقات العامة أشخاص ليسوا مؤهلين إلى أن أصبحت العلاقات العامة شيئاً فشيئاً تفقد مهامها الأساسية، وتعتمد على المهام التقليدية التي في استطاعة أي شخص يمتلك الأخلاق والمظهر الحسن أن يتولى هذه المهام، إلى أن تشوهت صورة هذا التخصص لدى عامة الناس إلا من رحم ربي فأصبحت ضمن الإدارات المهمشة قليلة النفع كثيرة الإهمال واستمرت لفترة بالنزول والانحدار حتى أتى السد المنيع التي أوقف نزولها وأقنعها على الصعود مرة أخرى فبدأت بالنظر إلى الأعلى وأثناء صعودها أصبحت تأخذ كل مهمة فعلية لها وكل متخصص وممارس يجيدها وحملت على عاتقها الوقود والزاد الذي يكفيها لمرحلة زمنية طويلة، هذا السد المنيع هو التطور التقني. الآن أصبحت جميع وسائل التطور والنهضة بهذا العلم متوفرة فلدينا المتخصصون والممارسون والمعلمون والمرشدون والاستشاريون، وبدأت الإدارات المعنية التي تمارس هذا الفن يتخللها الأشخاص المستحقون لها مما يبعث النور في أعماقنا للنظر إلى الأعلى دائماً، ولا نتوقف عن الصعود أبداً، ولتجربة الجائحة التي غزت العالم مثال، حيث كان للعلاقات العامة دور بارز في الاتصال وتوصيل المعلومات والتوعية، فلنستمر على هذه الوتيرة.