أصبح عدد من المتداولين في سوق الأسهم السعودية يحرصون على متابعة تحركات صناع السوق أو "الهوامير" أكثر من حرصهم على متابعة أداء الشركات، التي يقومون بتداولها، وباتوا يطلقون عبارات تدلل في مجملها على تحكم الهوامير في السوق ك"الله يستر لا يتزاعل الهامور مع زوجته ويهبط سعر السهم"أو"يا خوفي يسافر الهامور وتطيح السوق" ويمكن القول إن كثيراً من المضاربين باتوا أكثر اقتناعاً بأن المستثمر الصغير في خطر ما لم يمتلكوا مصادر معلومات موثوقة وقريبة من كبار المضاربين، ويكون من المناسب لهم اللجوء إلى صناديق الاستثمار في المصارف التجارية، التي لا يعتمد معظمها على المضاربة إلا بنسب بسيطة من إجمالي موجودات محافظها، لكي يستمروا في تنمية مدخراتهم الصغيرة في حجمها، الكبيرة في أهميتها لهم". واستغلت بعض المعاهد، التي تقدم دورات متخصصة في مجال الأسهم ترسخ هذه القاعدة في أذهان المتداولين بتقديم دورات عن "كيفية الكسب من الهوامير"، وبحسب لفاح سالم مضارب"أصبح بإمكانه أن يدرك صعود سعر السهم أو انخفاضه بعد أن تلقى دروساً مكثفة عن كيفية تحرك"الهوامير"أثناء حضوره إحدى هذه الدورات، وأضحى لفاح يدرك متى يتم ضغط السهم ومتى يتم رشه، وأين تتوجه السيولة، متى يتم التصريف". ويعرِّف لفاح مصطلح"الهامور"بأنه"شخص أو مجموعه أشخاص، لديهم القدرة المادية وآليات التنفيذ في التحكم والانفراد بسهم بعينه، وذلك بامتلاك نسبة كبيرة مؤثرة في اتجاه السهم بالصعود أو النزول، يجمع خفية على المتداولين بكميات محدودة لفترة زمنية، وإذا اكتمل العدد المحدد قام"الهامور"بإعطاء الإشارات أو جنّد الأبواق ثم بدأت عملية رفع السعر أو التصريف على صغار المستثمرين". وأوضح أحمد اليامي مسؤول التسويق في احد المعاهد، أن تدريب المتداولين على فهم قواعد بسيطة ومجدية أثناء التحرك في السوق أفضل من إدخالهم في متاهات التحليل الفني، ولا سيما أن أكثر زبائن دورات الأسهم هم من المبتدئين، وأضاف:"إذا كان التحليل الفني مجدياً بنسبة 70 في المئة في فهم تحرك السوق، فإن القواعد التي نلقيها على حضور الدورة عن تحركات"الهوامير"تجدي بنسبة 60 في المئة، وهي نسبة معقولة، كي يعتمد المضارب على نفسه". وأضاف:"مما يجعل السوق السعودية قابلة للتحكم بأسعارها من مجموعة معينة هو أن عدد الشركات المدرجة وعدد أسهمها يعتبران قليلة بالنسبة إلى السيولة الهائلة المتوافرة، فمن الممكن أن يمتلك مضارب نسبة كبيرة في سهم شركة بعينها، ومن ثم يبيعها على صغار المستثمرين بسعر عال، نحن نوضح للزبون الذي يحضر الدورة إشارات تدل على توجه"الهامور"إلى المضاربة بسهم معين وكيف يتحول من شخص خاسر بسبب هذا التوجه إلى الربحية".