أعلنت وزارة الصحة التونسية خلو البلاد من الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» لليوم الثامن على التوالي، وهو ما يؤكد، كما يبدو، نجاح الخطة الحكومية في الحد من انتشار الوباء واقتراب موعد الإعلان عن انتهاء معضلة هذه الجائحة واستعادة البلاد لعافيتها الاقتصادية والاجتماعية. وأكدت وزارة الصحة أن عدد الإصابات المؤكدة الحاملة للفيروس لم يعد يتجاوز حدود 49 حالة فقط في كامل البلاد، وهي تخضع للمراقبة الطبية بهدف تأمين شفائها، علما بأن تونس نجحت في تسجيل 989 حالة شفاء منذ الكشف عن أول إصابة بالفيروس في الثاني من مارس (آذار) الماضي. وتتابع الهياكل الصحية في تونس أوضاع الوباء على مستوى الولايات (المحافظات). وفي هذا الصدد، أعلنت نصاف بن علية، المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، في تصريح إعلامي، أن 15 ولاية من إجمالي 24 ولاية تونسية لم تسجل أي إصابة محلية بفيروس «كورونا» المستجد منذ أكثر من 40 يوماً، كما أن خمس ولايات أخرى لم تسجل أي إصابة محلية بالفيروس لفترة تتراوح من 37 إلى 39 يوماً. وفي السياق ذاته، لم تسجل 4 ولايات، هي تونس وقفصة وقبلي والمهدية، أي إصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 20 يوماً، وهو ما يؤكد النجاح الكبير في السيطرة على الوباء، على حد تعبير بن علية. وذكرت المديرة العامة للمرصد الوطني أيضاً أن الأراضي التونسية كلها لم تشهد انتقال الفيروس لفترة تمتد على ثلاثة أسابيع متتالية، معتبرة أن المرحلة المقبلة المتمثلة في حماية الأمن الصحي لتونس من تسرب الفيروس تُعتبر أصعب من المرحلة السابقة التي شهدت تطويقه. وحذرت من إمكان عودة الوباء في حال لم يحترم التونسيون مجموعة من الإجراءات الصحية منها مواصلة التباعد الجسدي وارتداء الكمامات في الفضاءات المغلقة. وأكدت أن لجنة مجابهة فيروس «كورونا» حددت سيناريوهات تشمل بالخصوص تخفيف القيود والإجراءات المفروضة على الحجر الصحي في حال تراجع تفشي المرض إقليمياً وعالمياً، كما تنص على اتخاذ تدابير وقائية خاصة على الوافدين من بلدان تشهد انتشاراً للمرض. يذكر أن منظمة السياحة العالمية قد أعلنت تونس «وجهة سياحية آمنة» إثر اتخاذها مجموعة من الإجراءات الصحية الصارمة من أجل إعادة انطلاق القطاع السياحي. ومن المنتظر أن ترفع تونس الحجر على حدودها البحرية والبرية والجوية بداية من يوم 27 يونيو (حزيران) الحالي على أمل أن تستقبل السياح الأجانب في منشآتها السياحية مع بداية يوليو (تموز) المقبل.