جاءت إشادة مجلس الوزراء الموقر بحق الممارسين الصحيين لتؤكد على التقدير الذي يستحقه أبطال الصحة، الذين أظهروا شجاعة منقطعة النظير في وجه جائحة كورونا، ومازالوا يقدمون التضحيات المتتالية، وليس أدل على ذلك تقديم البعض أرواحهم من أجل القيام بمهامهم على أكمل وجه. مجلس الوزراء منح ثقته الكبيرة والمطلقة في كفاءة المنظومة الصحية، وقدراتها المتطورة التي رسمت صورة مبهجة لهذا القطاع المهم، والذي يحظى بدعم غير مسبوق من القيادة الرشيدة التي استشعرت المسؤولية كاملة في جعل هذا القطاع في مصاف الدول المتقدمة، بل إنه تعدى الكثير منها في هذه الأزمة بتعامله الممنهج والمدروس القائم على أسس علمية كانت مثار إعجاب المراقبين الدوليين للأنظمة الصحية. لم يخذل الممارسون الصحيون المجتمع بتضحياتهم وعملهم الدؤوب والمستمر من أجل إشعار الناس بأنهم تحت متابعة صحية متطورة، وما استثمرته الدولة في بنيتها التحتية الطبية أتى أكله بالفعل في هذه الأزمة، ففي الوقت الذي سمعنا فيه وشاهدنا انهيار الأنظمة الصحية في بعض دول العالم الأول، شعر المواطنون والمقيمون على هذه الأرض بالفخر، وهم يستمعون لوزير الصحة، وهو يعبّر عن جاهزية وزارته ومنسوبيها، وبنيتها التحتية في التعامل مع هذه الجائحة، التي اجتاحت دول العالم. نالت الاستجابة السريعة والعالية من وزارة الصحة للتحديات التي فرضتها الجائحة شهادة تقدير من المجتمع الذي أثنى وقدّر الدور الذي يقوم به الممارسون الصحيون من مهمات كانت سبباً بعد الله في حفظ الأرواح، وتقليل نسب الوفيات، وعدم تجاوزها المؤشر العالمي. هناك وفي الحد الجنوبي لنا أبطال يقفون في وجه المعتدين، ويبذلون الغالي والنفيس للذود عن الوطن ومقدساته، وجعل الناس يعيشون في أمان بعيداً عن الاعتداءات المتكررة التي يحيكها أعداء هذا الوطن، وهنا وفي كل مدينة يقف الممارسون الصحيون يداً واحدة في بلسمة جروح المرضى ورفع روح المصابين، والتعامل مع هذه الجائحة بأثرة قل نظيرها. لن ينسى الوطن هذه التضحيات التي قدمها الممارسون الصحيون، وسيكتبها التاريخ السعودي بمداد من ذهب في صفحات تاريخ وطننا المعطاء.