بعد شكر الله تعالى وحمده على نعمة الأمن والإيمان ونعمه الظاهرة والباطنة أرفع شكري وتقديري لولاة أمرنا رعاهم الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وأبقاهما ذخرًا للبلاد والعباد على ما قدماه ويقدمانه رعاية وعناية وبذلاً للغالي والنفيس لأبناء الوطن والمقيمين فيه ولكل من جاء إلى هذا الوطن المعطاء الكريم في ظل هذه الظروف العصيبة التي حلت ببلادنا الطيبة المملكة العربية السعودية حفظًا للأرواح والنفوس وتأمينًا لرغد العيش والأمن والسلامة وكل مقومات الحياة.. والشكر والتقدير لكل أجهزة دولتنا المباركة ووزاراتها المتعددة فيما تقوم به من جهود عظيمة لمواجهة هذه الجائحة العالمية والحفاظ على الوطن والمواطن والمقيم والزائر، سلم الله تعالى الجميع من كل سوء ومكروه. وأوجه كلمتي هذه من قلبي وفؤادي إلى أبطال الوطن وفرسان الميدان من العاملين بالقطاع الصحي بوزارتنا الفتية الواعدة وزارة الصحة وعلى رأسها الوزير الهمام معالي الدكتور توفيق الربيعة، وبعد الشكر والتقدير الخاص على ما يقومون به من جهود مباركة عظيمة في هذه الأيام أقول لهم: إخواني وأخواتي الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات وكل الممارسين الصحيين وكل من يقوم بهذا الواجب العظيم والعمل المبارك المبرور من مساندة ودعم في هذه الأيام التي تمر بوطننا الغالي، اجعلوا شعاركم قول الحق سبحانه وتعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا). هنيئًا لكم عظيم الأجر والثواب فيما تقومون به من واجب عظيم ابتغاء وجه الله تعالى حماية وإنقاذًا لأرواحكم وأرواح أبناء الوطن العزيز وأهليكم وكل مقيم وزائر بل والمسلمين والناس أجمعين، إن ما تقومون به ينم عن نفوسكم الكريمة السامية العظيمة التي ضحت بأوقاتها وجهودها بل وأرواحها في سبيل ابتغاء رضوان الله تعالى.. فأي أجر عظيم تنالونه، وانكم والله قد بلغتم أفضل درجات الأخوة الإسلامية وأعظمها وهي درجة الإيثار، فقد شابهتم الأنصار من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم إذ مدحهم الله تعالى بقوله (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، فان تاريخ هذه الدولة وهذه الأرض المباركة بلاد الحرمين الشريفين، بل تاريخ الأمة والعالم سيسطرها لكم بمداد من النور وبماء من الذهب، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. طبتم وبوركتم وجزاكم الله خير الجزاء وحفظكم الله تعالى وأهليكم من كل سوء ومكروه وحفظ هذه البلاد المباركة وقيادتها الرشيدة وشعبها وكل مسلم ومسلمة في العالم أجمع من كل سوء ومكروه. * إمام وخطيب مسجد قباء