خطت المملكة خطوات متقدمة في مجال الإنسانية والإغاثة واحتلت المركز الخامس عالمياً، والأول عربياً، في تقديم المساعدات الإنسانية، وتمتلك المملكة سجلاً طويلاً في الأعمال الإغاثية والمساعدات، والذي يمتد لأكثر من أربعين عامًا، حيث بلغت المساعدات السعودية المقدمة مليارًا و281 مليون دولار أميركي وتمثل ما نسبته 5.5 في المئة من إجمالي المساعدات الإنسانية المدفوعة دوليًا. وبلغ حجم المساعدات السعودية منذ العام 1996م وحتى العام 2018م نحو 86 مليار دولار، حيث دعمت المملكة 81 دولة بكل حيادية، وكان لها ريادة ممتدة في الأعمال الإغاثية، فمنذ تاريخ إعلان المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ووصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وأنامل العطاء ممتدة في كل اتجاه لتقديم المساندة والدعم للدول الشقيقة، حيث تصدرت المملكة المانحين لليمن بمبلغ مليار و216 مليون دولار أميركي، وتمثل ما نسبته 31.3 في المئة من إجمالي المساعدات المقدمة للجمهورية اليمنية خلال العام 2019م، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، على العمل الإنساني رغبة في تحقيق الأمان لجميع المسلمين في كل العالم. وتأتي جهود المملكة في مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن بناء على دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في وقت تعيش اليمن فترة صعبة أليمة، وكذلك تفشي جائحة كورونا والتستر المتعمد من قبل السلطات الانقلابية الحوثية وتفشي الأمراض في المناطق التي يسيطر عليها، وهي المناطق ذات الكثافة المرتفعة، وهذا وضع إنساني صعب تسببت به الميليشيات الحوثية. وجاءت تعهدات قدمتها الدول المانحة وعلى رأسها المملكة في سبيل تخفيف الأزمات الإنسانية التي تواجه اليمن، والذي يعتبره العالم تظاهرة إنسانية كبيرة تهدف للمساهمة في زيادة المساعدات الإنسانية والإنمائية الدولية، وهو حقيقة منصة تفاعلية لتقديم تعهدات مهمة في مجالات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني ودعوة المملكة لعقد المؤتمر كانت امتدادًا لمساهمتها الإنسانية والتنموية عالميًا، وفي اليمن على وجه الخصوص، حيث تعد المملكة الدولة الأولى المانحة لليمن تاريخيًا، وخصوصًا في السنوات الخمس الماضية بتقديمها مساعدات إنسانية وإغاثية ومعونات للاجئين اليمنيين ومساعدات تنموية من خلال إعادة الإعمار ودعم البنك المركزي اليمني. وقدمت المملكة نموذجًا يحتذى في الاستجابة السريعة للاحتياجات العالمية بطريقة شاملة، ومن دون تمييز، أو تحديد، وهي دائماً مبادرة وساعية للخير للجميع، ولنعلم جميعاً أن ما وصلت إليه المملكة من تفوق دولي على الصعيد الإنساني يأتي نتيجة الدعم الذي يلقاه العمل الإنساني والإغاثي من حكومتها، وهو يعكس القيم الراسخة والثوابت التي تؤمن بها قيادة المملكة وشعبها، النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف، وتعاليمه السمحة التي تحض على الخير والسعي إليه، وتمثلت في الشخصية الإنسانية الفريدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي رعى العمل الإنساني منذ بدايات حياته وتوليه المسؤوليات المتعددة في الدولة، حيث رأس العديد من اللجان الحكومية والشعبية لإغاثة المنكوبين في مصر، وباكستان، والسودان، والبوسنة والهرسك وغيرها من الدول، وكذلك توجيهات ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ودعمه الشامل لليمن وأهله. وما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غوتيرش من خلال اتصاله بولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء عن بالغ شكره وامتنانه لإعلان المملكة بتقديم مساعدات لليمن ودعم إنساني لا مثيل له والذي بلغ 500 مليون دولار، وحرص المملكة على استقرار اليمن وهذا الحرص جاء كذلك لجميع الدول، وهو نابع من الشعور الإنساني والريادي الذي تبذله المملكة.