حذرت منظمة الصحة العالمية من أن زيادة استخدام المضادات الحيوية في مكافحة جائحة كوفيد-19 ستعزز مقاومة البكتيريا وتؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من الوفيات أثناء الأزمة وما بعدها. وقال المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن «عدداً مقلقاً» من العدوى البكتيرية صارت أكثر مقاوَمة للأدوية المستخدمة تقليدياً لعلاجها، وعبرت المنظمة عن قلقها من تفاقم هذا الاتجاه جراء الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وقال تيدروس خلال مؤتمر صحافي افتراضي الاثنين من مقر المنظمة في جنيف «إن جائحة كوفيد-19 أدت إلى زيادة استخدام المضادات الحيوية، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع معدلات المقاومة البكتيرية التي ستؤثر في (زيادة) أعباء المرض والوفيات أثناء الجائحة وما بعدها». وقالت المنظمة الصحة العالمية إن نسبة صغيرة فقط من مرضى كوفيد-19 بحاجة إلى مضادات حيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية التي تظهر إثر الإصابة به. وأصدرت المنظمة إرشادات للأطباء بعدم علاج مرضى كوفيد-19 الذين تظهر عليهم أعراض معتدلة بالمضادات الحيوية أو بالعلاج الوقائي دون وجود اشتباه إكلينيكي بالعدوى البكتيرية. هذا وفتحت المقاهي الباريسية أرصفتها مجددا للرواد الثلاثاء في مؤشر إلى عودة الحياة ببطء إلى طبيعتها في أوروبا، فيما يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه في أميركا الجنوبية مهددا بانهيار الأنظمة الصحية فيها. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب العودة إلى «حياة شبه طبيعية» بعد عزل مستمر منذ شهرين ونصف وسيكلف اقتصاد فرنسا كما سائر الدول ثمنا باهظا إذ تتوقع السلطات انكماشا بنسبة 11% على أقل تقدير هذه السنة. وتفتح المدارس والثانويات وصالات العرض الصغيرة الثلاثاء في معظم أنحاء فرنسا ويرفع الحظر على التنقلات لمسافة تزيد من مئة كلم من المنزل. وباشرت مواقع سياحية كبرى في أوروبا استقبال الجمهور الثلاثاء، ولو أن التدابير الصحية والقيود المفروضة على السفر لا تزال تحول دون إقبال حاشد عليها. ففي روما، استقبل الكولوسيوم، القبلة السياحية الأولى في إيطاليا، الاثنين حوالى 300 زائر بناء على حجر مسبق على الإنترنت، في حين كان يستقبل في الظروف العادية عشرين ألف سائح في اليوم. وفي إسبانيا، حيث لم تسجل أي وفاة خلال 24 ساعة لأول مرة منذ ثلاثة أشهر، أعاد متحف غوغنهايم الشهير فتح أبوابه. وفي اسطنبول، عادت الحياة إلى البازار الكبير بعد إغلاقه في 23 مارس، وقال يسار صابونجو، أحد التجار الثلاثين ألفا العاملين في السوق الشاسعة المسقوفة بعدما فتح متجره حيث تصطفّ التذكارات والأشغال اليدوية الجلدية على الرفوف، «الحياة تستمر، وننتظر الزبائن». وفيما تتجه الدول الأوروبية بحذر وبطء إلى حياة طبيعية مجددا، يواصل الوباء تفشيه في أميركا اللاتينية. وفي البرازيل البالغ عدد سكانها 210 ملايين نسمة وحيث تقارب الحصيلة 30 ألف وفاة، تتداخل تدابير الحجر ورفع الحجر وتتباين بحسب الولايات والمدن، فيما يدعو الرئيس جايير بولسونارو بانتظام إلى رفع القيود المفروضة حفاظا على الاقتصاد والوظائف. فأعلنت بلدية ريو دي جانيرو الاثنين خطة تدريجية لعودة النشاط تدخل أولى تدابيرها حيز التنفيذ الثلاثاء، وسيكون بالإمكان استئناف المراسم الدينية كما يسمح مجددا بممارسة الرياضات المائية الفردية مثل التزحلق على الماء والسباحة، من غير أن يتمكن رواد الشواطئ البقاء على الرمل أو التمدد في الشمس. وباشرت ولاية ساو باولو، المحرك الاقتصادي للبرازيل والبؤرة الأولى للوباء فيها، تنفيذ خطة تدريجية لرفع الحجر المنزلي بحذر الاثنين. ويواصل الفيروس تفشيه في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية، مثل المكسيك حيث تخطت حصيلة الوفيات الاثنين عشرة آلاف وفاة في حين يباشر البلد استئناف نشاطه الاقتصادي. وتخطت البيرو الاثنين 170 ألف إصابة مؤكدة و4600 وفاة، ما يضع النظام الصحي في البلد البالغ عدد سكانه 33 مليون نسمة على شفير الانهيار ولا سيما في ظل أزمة أكسجين. هذا وقد أودى فيروس كورونا المستجدّ بما لا يقل عن 375,555 شخصاً حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الساعة 11,00 ت غ الثلاثاء. وسُجّلت رسميّاً أكثر من 6,279,390 إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء، تعافى منها 2,648,000 شخص على الأقل. لا تعكس الأرقام إلّا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولاً عدّة لا تجري فحوصا إلاّ للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع الذين يحتكون بالمصابين، ويملك عدد من الدول الفقيرة إمكانات فحص محدودة. والولاياتالمتحدة، التي سجلت أول وفاة بكوفيد-19 مطلع فبراير، هي البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 105,147 وفاة من أصل 1,811,277 إصابة، وشفي ما لا يقل عن 458,231 شخصًا. بعد الولاياتالمتحدة، الدول الأكثر تضرراً بالوباء هي المملكة المتحدة بتسجيلها 39,045 وفاة من أصل 276,332 إصابة تليها إيطاليا مع 33,475 وفاة (233,197 إصابة)، والبرازيل مع 29,937 وفاة (526,447 إصابة)، وفرنسا مع 28,833 وفاة (189,220 إصابة). وأعلنت الصين (بدون احتساب ماكاو وهونغ كونغ) 4634 وفاة من أصل 83,022 إصابة تعافى منها 78,315 شخصا. وأحصت أوروبا الثلاثاء حتى الساعة 11,00 ت غ، 179,309 وفاة من أصل 2,177,390 إصابة فيما بلغ عدد الوفيات المعلنة في الولاياتالمتحدة وكندا 112,533 (1,902,982 إصابة)، وأميركا اللاتينية والكاريبي 52,751 وفاة (1,052,876 إصابة)، وآسيا 16,870 وفاة (571,393 إصابة) والشرق الأوسط 9628 وفاة (413,951 إصابة) وإفريقيا 4333 وفاة (152,208 إصابة) وأوقيانيا 131 وفاة (8591 إصابة). من جهتها، ذكرت السلطات في مدينة ووهان الصينية أنها أجرت اختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد لما يقرب من 10 ملايين شخص على مدى 19 يوما، ما أسفر عن اكتشاف 300 إصابة بدون أعراض، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء. وقالت صحيفة «بيبولز ديلي» الحكومية إنه تم عزل الأشخاص الذين اكتشفت إصابتهم بالفيروس بدون أعراض، وتم وضع 1174 من مخالطيهم بشكل وثيق قيد المراقبة. وأفادت الصحيفة بأنه لم يتم العثور على حالات مؤكدة لفيروس كورونا خلال فترة الفحص التي انتهت أمس الاثنين. وتصنف السلطات الصينية الحالات المؤكدة على أنها حالات الإصابة التي أظهرتها الفحوص مع وجود أعراض مثل السعال والحمى. وتعهدت السلطات في ووهان، وهي المدينة التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة في ديسمبر الماضي، بفحص جميع سكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة اعتبارا من 14 مايو. وكان الهدف من الفحص الشامل تهدئة المخاوف الشعبية عقب تسجيل مجموعة من ست حالات إصابة جديدة في المدينة بعد أن ظلت 35 يوما دون تسجيل أي إصابات جديدة. واستخدمت السلطات طريقة العينات المجمعة، حيث جمعت عينات فردية لكنها فحصت كل 10 منها تقريبا معا في اختبار حمض نووي واحد، وتم استخدام نفس الطريقة في الولاياتالمتحدة وألمانيا لتتبع حالات الإصابة بالفيروس، وإن كان على نطاق أقل. طلاب يرتدون القناع خلال أحد الفصول في مونبلييه جنوبفرنسا «أ ف ب»