رحل شهر رمضان المبارك معلناً قدوم عيد الفطر السعيد وسط إجراءات احترازية وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، دفعت هذه الإجراءات أن يكون العيد حاضراً دون طقوس وعادات وتقاليد اجتماعية اعتادت عليها الأسر السعودية في السنوات السابقة، ليكون التواصل المرئي سيد أول يوم عيد في ظل التزام كافة سكان المملكة بالحظر المنزلي بعد قرار منع التجول الكلي مع قدوم عيد الفطر ولمدة أربعة أيام. وعبّرت عدد من الأسر في عرعر عن فرحتهم بقدوم العيد، مؤكدين أن التقيد بالإجراءات الاحترازية رسم أن يكون العيد مختلفاً بالبهجة والسرور داخل المحيط المنزلي. وقالت ترفة الشمري: إن عيد الفطر لهذا العام مختلفاً عن أي عيد سابق، خاصة أن الأطفال غير مستوعبين عدم ذهابهم لأقاربهم وممارسة الطقوس الاجتماعية المعتادة بالأعياد، لكن مع فترة الحجر المنزلي خلال الأيام الماضية تمت تهيئة نفسياتهم، فلم تمنعنا هذه الظروف من تهيئة المصلى بالمنزل وشراء الملابس والألعاب لاستقبال عيد الفطر السعيد، وأضافت أنها وضعت برنامج معايدة من خلال توزيع الهدايا من بعد صلاة العيد، وكذلك تجهيز بعض الأطعمة التي اعتادوا عليها بمثل هذه المناسبة، ثم التواصل عبر الاتصال المرئي مع أقاربهم لتهنئتهم بمناسبة العيد. وأشارت أم حمزة إلى أن منع التجول لمدة 24 ساعة بشكل كلي في أيام العيد كان دافعاً لها بوضع خطط لممارسة طقوس العيد بشكل كامل كما اعتادوا عليها كل عام، وذلك من أجل أن لا يتغير أي مظهر من مظاهر العيد على الأسرة والأطفال، والحمد لله قضينا أول يوم عيد وسط فرحة غامرة دون أي ملل، إضافة إلى أن الحظر لم يمنعنا عن القيام بواجب المعايدة مع الأهل والأقارب من خلال هاتف الجوال. وذكرت فايزة العنزي أن العيد هذا العام مختلف بفقده كثير من المظاهر الرئيسة أبرزها الاجتماعات العائلية، إلا أن بمثل هذا الظرف يجب علينا أن نتكيف معها ونقبل الالتزام وعدم الخروج التي تصب في مصلحة وسلامة الجميع، وأكدت على أن مكالمات الفيديو المرئية الجماعية، وتفعيل المجالس الأسرية الافتراضية بالتنسيق مع الأهل ولأقارب كان لها أجواء عيد مميزة، مشيرة إلى أن تبادل رسائل التهاني إكترونياً أعطى للعيد خصوصية عن كافة الأعياد لهذا العام. وأضافت أم فهد أنها مارست مع أسرتها كافة طقوس العيد، مؤكدة أن جائحة كورونا لم تمنعها وأبناءها من ممارسة عادات وطقوس العيد الجميلة التي تبث الفرح والسرور، فقد قامت بتجهيز الحلوى وطبقات الكيك وكعك العيد ونقش الحناء كمظهر رئيس من مظاهر الأعياد بالمنطقة، بعد ذلك تم الاستماع لتكبيرات العيد وإقامة الصلاة بالمنزل، ثم وزعت هدايا العيد برائحة البخور والعود وسط المنزل، ودعت الجميع للالتزام واتباع الإجراءات الاحترازية وعدم التهاون بخطورة التجمعات العائلية خلال فترة أيام العيد، ونتباعد عيداً لنقترب أعياداً كما نوه لها متحدث وزارة الصحة د. محمد عبدالعالي. بدورها أوضحت الأخصائية الاجتماعية غدير المساعد أنه في ظل استمرار الجائحة لا بد أن تختفي بعض طقوس العيد كالاجتماعات العائلية الكبيرة، وتبادل التهاني والتبريكات في ساحة الجوامع والشوارع، فجميع ما تم اتخاذه من إجراءات احترازية حرصاً على سلامة المواطن والمقيم، لذلك الدولة قامت بدورها على أكمل وجه، وعلينا جميعاً أن نقوم بدورنا اتجاه أنفسنا وأسرنا بمنازلنا، وأضافت: على الأسر أن تدرك بأنه لا بد أن يتخلوا عن بعض العادات التي ارتبطت بالأعياد، فعند ابتعادنا والتزامنا حالياً سيكون مردودها مستقبلاً لقاء واجتماعاً، فهي مسؤولية مجتمعية على الجميع أن يدركها والالتزام بكافة الإجراءات الوقائية من هذا الفيروس، وأكدت على الأسر أن تقوم باحتفالات بمحيط الأسرة بالمنزل، والاستفادة من التقنية بالتواصل مع ذويهم ومحبيهم حفاظاً على سلامتهم. عيد البيت أحلى في ظل أزمة كورونا