تحتفل مدينة الجبيل بعيد الفطر المبارك بطقوس ذات نكهة خاصة يتميز بها أهالي الجبيل بما يملكونه من تعدد وتنوع ثقافي جراء تنوع الجنسيات العاملة بالمدينة، إلا أن هذا التنوع بزخمه يجد له روابط وثيقة مع باقي الشعوب العربية والإسلامية، حيث تعم فرحة العيد الأرجاء وتتجلى من خلال ابتسامات الأطفال وتبادل التهاني والزيارات. وتتشابه صور ومظاهر الاحتفاء بعيد الفطر المبارك رغم اختلاف الجنسيات، فالعادات والتقاليد متقاربة فيما بينها وأبرزها صلاة العيد وزيارة الأقارب والأصدقاء في مجموعات، والتجمع لتناول الطعام التقليدي وغيرها من مظاهر الفرح كأداء الفنون التقليدية وترديد الأهازيج الشعبية في جو تسوده المودة والرحمة والسعادة. ذكريات ويستذكر السيد خالد العبدالله طقوس العيد فيقول: قديما في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يبدأ الأهالي الاستعداد لاستقبال العيد السعيد بالذهاب على «الإبل» قاصدين الأسواق المنتشرة وقتها سواء في الدمام أو النعيرية، ويرفع على ظهور الإبل الحطب والجمر والثمام وننطلق في رحلة تستغرق يوما بليلة وفي بعض المناطق قد تطول أو تقل حسب المسافة. ترابط أسري ويوضح أن يوم العيد يعد من أهم المناسبات التي تدخل البهجة والسرور لقلوب أبناء مدينة الجبيل، وما أن يلوح هلال العيد في الأفق حتى تنطلق عشرات التهاني معلنة بذلك رؤية هلال العيد، حينها يعلم الأهالي أن هلال العيد قد هل ثم نتناول مع الجميع وجبة الإفطار في نفس المكان، ويقول: العيد في الجبيل له طقوس ثرية وهو مناسبة مفرحة تقوي الروابط الاجتماعية حيث تسودها الأخلاق الفاضلة وتكثر فيها الممارسات الخيرة والغني يهتم بالفقير والكبير يحنو على الصغير ويجتمع الأهل والأقارب والجيران. وتحكي السيدة أمنة محمد أن النساء في الجبيل قديماً يبدأن الاستعداد لعيد الفطر منذ شهر شعبان فيجهزن مؤونة أو طعام خلال شهر رمضان والمواد الغذائية التي تستخدم للعيد..ففرحة العيد لا تكتمل إلا إذا قمنا بإعداد الأكلات الشعبية الخاصة بهذه المناسبة. فطور العيد وتذكر أن طقوس الاحتفال بالعيد قديماً تتمثل في شراء ملابس جديدة لاستقباله ولارتدائها صباح يوم العيد قبل القيام بالزيارات العائلية، وتبادل الزيارات أمر محبب ومعروف فهو يقوي المودة بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وتبدأ الزيارات بمنزل أكبر أفراد الأسرة حيث يشهد تجمع مختلف الأفراد ويتجمع أفراد الأسر خلال الزيارات العائلية.