أكد متخصصان في قطاع التقنية أهمية وجود تقنية الدرون في الحياة الاجتماعية وقطاع الأعمال، مشيرين إلى ضرورة التعجيل في تشريع السياسات والإجراءات التي تسهل عمل هذه التقنية، موضحين بأن تقنية الدرون تلعب دوراً مهماً في ظل جائحة كورونا التي يعاني من آثارها العالم حيث تدعم التباعد الاجتماعي وتعمل على كل ما من شأنه حماية الأرواح، كما تسهم في تطور آلية العمل لدى قطاع الأعمال واستبدال الطرق التقليدية. وقال ربيع أبو راشد، مدير في إحدى شركات تقنية الدرون، خلال اللقاء الذي نظمته -عن بعد- غرفة الشرقية ممثلة بلجنة الاتصالات وتقنية المعلومات مساء (السبت) بعنوان (دور تقنية الدرون في استمرارية الاقتصاد خلال جائحة كورونا) بأن تقنية طائرات الدرون تسهم وبشكل كبير على خفض التكاليف المتعلقة بخدمات الشركات والمؤسسات خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا، كما أنها تدعم القطاع الاقتصادي في استمرارية عمل جميع الخدمات التي يمكن أن تلعبها بديلاً عن الطرق التقليدية فهي آمنة وموثوقة وتتحمل المخاطر. ولفت بوراشد، خلال اللقاء الذي أداره عبدالعزيز العنزي، وعضو لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات بالغرفة، إلى أن تقنية الدرون بإمكانها أداء الكثير من المهام بدون ملل أو تعب، كما يمكن استخدامها في توفير الوقت والتكاليف، حيث إنها لا تخضع إلى أي عراقيل أو ازدحام مروري، وتسهم في توصيل المنتجات والطلبات وبذلك تمنع نقل العدوى من الكثير من الأمراض التي تنتقل بالملامسة. وبين بوراشد، إلى أن هذه التقنية ما زالت لا تجد الدعم سواء من خلال صياغة الإجراءات التي تصرح وتدعم عملها، لاسيما وأن تقنية الدرون تعد آلة تقنية وجدت لتخدم الأنظمة والبشرية. من جهته تحدث د. فهد الرويلي الأستاذ المساعد ومستشار الأمن السيبراني والبلوكتشين في كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات بجامعة شقراء، عن مستقبل تقنية الدرون في المملكة باعتبارها إحدى التقنيات الحديثة التي تساعد على تبني نماذج أعمال جديدة تتعلق على سبيل المثال بالمسح الميداني ومكافحة الحشرات الزراعية والتعرف على الوجوه. ولفت الرويلي، بأنه وتفاعلاً مع خدمات هذه التقنية ظهرت في السطح تجارب عدة منها: العمل على قياس درجة الحرارة لبعض المرضى بحيث تصل طائرات الدرون إلى المصابين لقياس درجة حرارتهم عن بعد، كما تم استخدامها بصورة تجريبية لبعض الحالات المشتبه بها ممن يعانون من أعراض فيروس كورونا، بالإضافة إلى تجارب توصيل البضائع. وأكد الرويلي، بأن مستوى النضوج حول تفهم هذه التقنية وخدماتها مازال في بداياته كما أن مستوى الوعي لدى الحكومات والمجتمعات في العالم مازال في البداية، كما أن التشريعات والإجراءات التي تنظم وتدعم عمل تقنية الدرون مازالت قيد التطوير، مشيراً إلى أن هذه التقنية تتمتع بإمكانيات كبيرة ولكن تحيطها محاذير أمنية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك نظام يُمكن جميع القطاعات ومنها قطاع الأعمال من الاستفادة من خدماتها، مطالبا بتأسيس معهد أو مركز لتدريب طيارين الدرون التي ستوفر وظائف للشباب السعودي وتخدم جميع القطاعات ومنها قطاع رواد ورائدات الأعمال، وأن تكون هناك منصة لتنظيم تحركات الطائرات الكثيرة وتعطي إحصائيات حول الذكاء الصناعي لاسيما وأن هذه التقنية ستقلل التكاليف على الجهات التي تستخدمها. وقال الرويلي: خدمات تقنية الدرون قد تكون رئيسية في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تكون مساندة خصوصاً في بعض المناطق الوعرة ومن هنا يأتي دور المشرع في سن سياسات تتبنى الابتكار والتحول الرقمي الذي يمكن الجميع من الاستفادة من خدماته.