قامت المملكة العربية السعودية بعدة إجراءات احترازية في خدمة المواطن والمقيم لتهيئة ظروف صحية مُلائمة للفرد والمجتمع في ظل ظهور الأزمة والجائحة العالمية المفاجئة كورونا كوفيد-19، التي أصابت جميع الدول بالهلع والذعر، فبدأت كل دولة في وضع خطة سريعة واستعدادات. لقد شهدنا كثيرًا في الأيام الماضية في وسائل الإعلام المرئي ومختلف مدن العالم المتقدم ورؤساء الدول بتقارير يومية وتزويد مواطنيهم بموجة من الخوف التي تدخل القلق على أنفسهم وأنفس العالم، فما بالك بمن يقطن داخلها؟ كانت إجراءات وخطط كل دولة في مواجهة الفيروس العالمي مختلفة، ومؤشرات يومية بتدهور الاقتصاد وتدهور النظام الصحي ومنهم من قد استسلم للجائحة، والآخر ممن اختار أسلوب الوعيد والاستعداد لخسارة أهله، في ظل هذه الظروف جاءت مملكتنا الحبيبة التي كانت سباقة عالميًا في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية منذ اليوم الأول، وملكنا العظيم سلمان بن عبد العزيز، الذي خاطب شعبه ومقيميه للاستعداد لأيام مقبلة صعبة سنتخطاها معًا بعون الله، كان ذلك الحوار لغة وصل بينه وبين من يقطن مملكته، رسالة بالغة الشفافية، رسالة حب من أب لأبنائه، رسالة طمأنة وثقة وتكاتف في أصعب الظروف. شهدنا جميعًا تكاتفًا لا مثيل له من قبل كل فرد مواطنًا كان أو مقيمًا، حكومةً وشعبًا. أيام لن تُنسى اتخذت فيها إجراءات حازمة من تعليق العمرة والصلوات، تعليق الدراسة، تعليق الحضور لمقرات العمل بهدف تقليل المخالطة. إن توعية وزارة الصحة متمثلة في وزيرها والمتحدث الرسمي لها، كانت عالية الشفافية والوضوح منذ بداية الأزمة حتى الآن، فاليوم وما نحن عليه الآن من تماسك في النظام الصحي وانخفاض نسب الوفيات وانخفاض الحاجة إلى العناية المركزة وتوافر عديد من أجهزة التنفس، وعدم الوصول إلى أعلى قمة المنحنى الوبائي - يعتبر إنجازًا محفوفًا بجهودات المملكة متمثلة بوزراة الصحة في تطبيق استراتيجية محددة، وذلك بالفحص الميداني النشط، والعزل المبكر، والسعي إلى قطع سلسلة العدوى، والتوعية الميدانية والمرئية وعبر جميع أوجه التواصل، وجنود الصحة في مواجهة هذه الحرب الشرسة، وأيضًا السبب الأول يعود إلى وعي المواطن والمقيم لحماية نفسه وأهله وبلده. وبالتعاون مع جميع الجهات الأخرى في تطبيق كل الاجراءات الاحترازية وصلنا إلى وعي كامل مبشر بالخير بإذن الله، فالأمر متروك لتصرف الفرد الآن. ما بقي قوله: إن كل فرد تحت سماء المملكة هو الجندي المسؤول الأول في هذه الأزمة العالمية، ووعي الشعب والتزامه كان وما زال مطلبًا.. فكُلنا مسؤول.