فى كل أنحاء البسيطة تعم الفرحة والسعادة من مشارق الأرض إلى مغربها بحضور الضيف الذي هو أحب الشهور لدى جميع المسلمين يأتى ليسعد كل مشتاق به ويهدأ كل متلهف للتوغل فى ثوابه وحسناته. يأتى علينا رمضان برحمة ومغفرة وعتق من النار ففى أوله تنزل رحمة رب العالمين وفى أوسطه تحل المغفرة وفي العشر الأواخر منه فيهم عتق من النار. للعشر الأخيرة من شهر رمضان أهمية خاصة وطابع ذات مذاق مختلف لما فيها من فضل عظيم فقد كانت تحمل أهمية قصوى عند سيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم وعند صحابته فقد كانوا أشد حرصا على ما يكونون عليه فى تلك الأيام الرحبة من حيث العبادة والقيام والذكر. إن تلك الايام لابد فيها من الحرص على العمل الذى كان يفعله أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان يحرص عليها. ونحن نعيش ونودع هذه الأيام الجميلة يجب علينا جميعا أن نحرص على أحياء هذه الليالي بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وسائر الطاعات والعمل على إيقاظ الأهل ليقوموا بتلك الأعمال كما كان يفعل النبي الكريم. حيث تتسم تلك الأيام التى فضلها وفير وكثير بأنها تشمل العديد من الطاعات التى تزيد الثواب والقرب من رب العالمين فالاجتهاد بالليل وإنهاض الأهل والأولاد والحرص على الصلاة وقيام الليل. فى الثلث الأخير من رمضان فيه ليلة من أعظم الليالي التي فيها الخير الكثير لكل مسلم يدركها ويدعو الله عز وجل فيها ليلة القدر التي هي تأتي فى أحد أيام الثلث الأخير من رمضان. هذه الليلة لا تختص بليلة معينة فى جميع الأعوام بل تنتقل فى الليالي تباعا باختلاف الأعوام والسنون. لابد من الاجتهاد فى العشر الأخيرة وخاصة أننا نعيش هذه الأيام فترة الحظر والكل جالس في بيته ونحن على مشارف نهايتها فى الأيام القليلة المقبلة والتى يدركنا فيها عيد الفطر المبارك لبلوغ تلك الليلة والتي هي أحد الليالي الأخيرة من رمضان وفيها العديد من الخيرات فيجب الاجتهاد خلال تلك الأيام بالدعاء والطاعات والتقرب من رب العالمين. أخيرا يا كل من تبتغي الأعمال الصالحة والطاعة لوجهه الكريم فعليك بالاجتهاد فى قيام تلك الأيام لتحصل على الأجر المترتب على فضلها وهنيئا لكل مغتنم لتلك الفرصة الرائعة من المولى سبحانه وتعالى.