تعود البعض من الناس في شهر رمضان قبل فيروس كورونا على شراء أشياء فائضة عن الاحتياج، وكانت وجبة الإفطار والسحور تفتقد البعض من أهل البيت مشتتين الآباء والأمهات والأولاد، كل منهم يفطر أو يتسحر على طريقته الخاصة خارج المنزل مع الأصحاب في المتنزهات أو الاستراحات وما تبقى من الأسرة تجتمع على طعام من خارج البيت جاهز من المطاعم. ومع كورونا وحظر التجول تجمع الأحباب على الفطور والسحور العائلي بيد ربات البيوت، وعادت بنا إلى أيام زمان في رمضان. زمان كانت الأسر تستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور وتحضر له من شهر شعبان الأساسيات من الأسواق الشعبية الأسبوعية الذرة والدخن وأدوات المطبخ الميفى والجحل والحِلبة والبن والحوار والتمر. الفطور في رمضان بسيط جدا عبارة عن قرصان خمير معمول من حب الذرة مفتوت بالحلبة أو الروبة ثم يُحضر على المائدة مع القهوة والتمر والإدام. وتجتمع عليها الأسرة، وللجار نصيب من الإفطار يسمى ذواقة وخاصة في أول يوم من رمضان، ثم يتوجهون لصلاة المغرب وبعدها لصلاة التراويح ثم يتسامرون ويخلدون للنوم إلى بعد منتصف الليل ثم يعودون لتحضير وجبة السحور بنفس معاناة تحضير الفطور. الصيام زمان في أجواء ساخنة وغبار من دون أجهزة تكييف أو مراوح، ولكن هذا لم يثنهم عن العبادات والواجبات المعيشية. أما اليوم فالظروف أجمل والمواد أوفر والإعداد أسهل مما جعل الكثير من الناس يقيمون مناسباتهم خلال ليالي الشهر المبارك كناية عن الراحة والسعة والخير الوفير ولعل من المبهج في هذا الشهر الفضيل تحديدا تلك المبادرة غير المسبوقه التي تنم عن وعي وثقافة المواطنين بتنفيذ القرارات الاحترازية، ففي مركز القوز وبالتحديد في بلدتي الحبيل والجرد، زف أحمد زيد المقعدي ومنصور الناشري ابنتيهما إلى زوجيهما من دون مراسم احتفال أو مظاهر براقة أو بذخ وكانت المناسبة في منزل كل منهما واقتصرت على الأب وأسرته. تفاعل المجتمع مع هذه المبادرة وتمنوا أن تستمر حتى بعد رفع الغُمة عن الوطن لأنها خطوة إيجابية، فرب ضارة نافعة، فالشباب أرهقتهم تكاليف الزواج الباهظة وتسببت في عزوف البعض منهم عن الزواج بسبب هذه التكاليف.