الكل يدعوها بالجائحة والمحنة! لكن حريٌّ بنا أن ندعوها ب(المنحة) التي جعلتنا نرى مالا يُرى بالعين المجردة، نعم الاقتصاد على مستوى العالم تأثر كثيراً، ولذلك وضعت حكومتنا تلك القرارات المدروسة بعناية والتي تصب في صالحنا جميعاً، لكن أن تُستغل تلك الجائحة وتستخدم كشماعة لتبرير أفعال مُعظم المنشآت والشركات التي كانت تدعو نفسها بالرائدة، ثم تتجاهل عمداً كل تلك القرارات لحاجة في نفسها أرادت أن تقضيها.. ذلك ما يُدعى بالجائحة يا عزيزي! العجيب أن مُعظم تلك المنشآت كانت تدّعي أنها كالأسرة لموظفيها! لا تقل نحن أسرة، لأنك لست أسرتي! أسرتي لن تتبرأ مني مهما كانت الظروف، فما بالك بأن تتخلى بأول عثرة غير حقيقية! أسرتي ستبذل قصارى جهدها لنكون معاً.. مهما كلفها الأمر حتى لو اضطررنا لنتقاسم اللقمة ولو تُخبرني بأنها ربما تضطر،، فسأقول: على الأقل بالإحسان، وليس بالامتهان! أسرتي لن تخرجني من منزلي وأنا نائم في حين غفلة! ثم تتنكر لي. أم أن ذلك المصطلح (أسرة) استُخدم أشنع لابتزاز الموظف عاطفياً وجعله يعمل فوق طاقته بكل رضا.. لأننا أسرة وواجب علينا أن نتكاتف! شكراً كورونا،، لأن ما نمر به أزمة ليست بوجودك وإنما هي أزمة بوجود مواقف وتصرفات لا إنسانية، على الأقل أنتِ نبهتينا بقدومك! شكراً كورونا، لأن ذلك دل على أن هناك من يدعي الهيمنة والكمال، وعند أول أزمة يُرينا كم يفتقر لإدارة المخاطر والأزمات ويتعرّى أمامنا لنرى كم كانت تُغرينا المظاهر. معشر الذين خسرتهم وظائفهم: عليكم أن تستشعروا أن الله هو الرزاق وأنه اختاركم لأن الأفضل بانتظاركم.. فبعد أن أنهيت مسيرتكم المهنية هناك تُربت على رؤوسكم قرارات حكومتنا الحانية ووفرة الفُرص الهانية بإذن الله ثم عليك أن تعرف يقيناً أن للمال صورا متعددة دعنا لا نقتصرها على راتب يودع في رصيدك البنكي آخر الشهر. وإنما قد يكون مقدر لك أن تجني أضعافه بسبب موهبة لديك استثمرتها أو صنعة تحترف فيها كنت قد أهملتها. صدقني.. ستندهش بكريم عطاء الله لك وعوضه الجميل الذي لم يخطر على بالك قط. ختاماً.. تحية لكل المنشآت التي عاملت موظفيها كأفراد من الأسرة حقاً، وبما يتوافق مع القوانين.