تتميز سياسة المملكة العربية السعودية تجاه قضية فلسطين بأنها سياسة دعم فعلي، ابتعدت المملكة عن سياسة الخطاب الانفعالي المتشنج وخطاب الشعارات وكانت طوال تاريخ القضية وحتى الآن هي الداعم الأول لحقوق الشعب الفلسطيني، والمساعد الأول لاحتياجاته. هذا الدعم المادي والمعنوي جعل فلسطين منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي في وجدان الشعب السعودي، تعيش معه في حياته اليومية، وفي كتبه المدرسية وفي حواراته الرسمية وغير الرسمية. حتى في العلاقات الاجتماعية مع غير العرب كانت قضية فلسطين هي محور الحديث. هذا الوضع لم يتغير، مواقف المملكة الداعمة لفلسطين ثابتة. الذي تغير هو وجود تدخلات خارجية غير عربية لها مصالحها الخاصة نجحت في إحداث انقسام فلسطيني والقيام بعمليات غسل مخ بوسائل مختلفة أدت إلى نشء فئة ذات مصالح حزبية وإيدولوجية. هذه الفئة انتهجت خطة تبعد الأنظار عن أساليبها وأهدافها المتعارضة مع مصلحة فلسطين. هذه الخطة تتضمن حملة إعلامية على المملكة لإحداث شرخ في العلاقة بين المملكة وفلسطين. الخطة تتضمن اتباع أسلوب الإسقاط المعروف في علم النفس، وهو القاء أسباب الفشل على عوامل خارجية. القوى غير العربية تحاول إقناع الشعب الفلسطيني أن المملكة هي سبب ما حصل لفلسطين. أصبح البعض لا يقتنع بدعم المملكة الثابت الذي لا يوازيه دعم آخر، ولكن ينتظر منها أن تحرر فلسطين بالنيابة عنه. المملكة تؤكد دائماً أن فلسطين هي قضيتها الأولى وتقرن ذلك بالأفعال وليس بالأقوال، وتتجاوز بالحكمة الإساءات التي تصدر من فئات تعمل لمصالحها الخاصة. إن الحديث عن الدعم السعودي ليس كلاماً إنشائياً أو خطاباً ثورياً، ولكنه دعم موثق وحقائق معروفة وسياسة ثابتة لا تتأثر بالتقلبات السياسية، والخطابات الحماسية الإنشائية. فلسطين قضية عربية وإسلامية وإنسانية، المسؤولية والمشاركة والدعم منتظرة من الدول العربية والإسلامية والدولية، لكن فئة من الفلسطينيين لأسباب لا علاقة لها بقضية فلسطين انجرفت مع تيار يستهدف السعودية، ويشيد بدول عربية وإسلامية تقيم علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية مع إسرائيل، وتعمل على تفتيت الشعب الفلسطيني، وتعطيل القرار الفلسطيني واختطافه من أجل إطالة المأساة الفلسطينية تحقيقاً لمصالحها الخاصة. المواقف السلبية من بعض الفلسطينيين ليست تقصيراً إعلامياً سعودياً فالمملكة لا تسعى للدعاية، وهي تدعم القضية انتصاراً للحق وسعياً لتحقيق العدالة والسلام الذي يرتضيه الفلسطينيون ويحقق لهم الحرية والحياة الكريمة والسيادة، واستقلالية القرار. لن تؤثر سياسة الإسقاط والحملات الإعلامية التي يمارسها - بعض الخاضعين لسيطرة قوى لا تهمها مصلحة فلسطين - على مواقف المملكة الثابتة الداعمة لقضية فلسطين. سيكتشف الفلسطينيون اليوم أو غداً من هي الدول التي تقدم دعماً حقيقياً لفلسطين ومن هي الدول التي تحولت إلى ظاهرة صوتية. وسيدرك الشعب الفلسطيني أن خطاب الشعارات والإسقاطات لم يكن حلاً بالأمس ولن يكون حلاً اليوم أو في المستقبل.