بالرغم من قوة الطلب على البولي ستايرين، وهو المنتج البتروكيميائي الذي تكثر استخداماته في تغليف المواد الغذائية التي شهدت أعلى طلب في مكافحة تفشي جانحة كوفيد19، إلا أن عقود الشراء للبولي ستايرين الأمريكي كانت مخفضة على مدى شهر أبريل 9 سنتات للرطل/ 198 دولارًا للطن، الأمر الذي يعزى لضعف الطلب على الاستخدامات الأخرى للمنتج من قطاع الإلكترونيات وتجارة الأجهزة المنزلية. في حين أن تكاليف المواد الأولية لصناعة البولي ستايرين المتمثلة في البنزين والستايرين تتجه إلى الانخفاض في ظروف الاقتصاد الكلي الهبوطي وهبوط أسعار النفط الخام. ومن المرجح أن تواجه أسعار النفط تحديات خلال الأشهر المقبلة حيث يتم اختبار حدود التخزين وسط انخفاض حاد في الطلب على وقود النقل. وانخفض الطلب على البولي ستايرين بشكل عام، على الرغم من أن بعض القطاعات كان أداؤها جيدًا. وكان الطلب على تغليف المواد الغذائية قويًا بينما ضعف الطلب على الإلكترونيات والأجهزة المنزلية. وانخفض الطلب على أدوات تناول الطعام التي يمكن التخلص منها أيضًا نظرًا لأن تدابير احتواء الفيروسات التاجية محدودة فرص تناول الطعام في الهواء الطلق. وقيمت عقود البولي ستايرين للأغراض العامة (GPPS) عند 56-61 سنتًا للرطل تم تسليمها في الولاياتالمتحدة بالجملة، بينما تم تقييم عقود البولي سترين عالي التأثير (HIPS) عند 61-66 سنتًا للرطل بنفس الشروط. ويستخدم البولي ستايرين للأغراض العامة في تغليف المواد الغذائية والأواني التي تستخدم لمرة واحدة وأدوات المائدة والعديد من العناصر الاستهلاكية الأخرى. بينما يستخدم البولي ستايرين عالي التأثير في الإلكترونيات الاستهلاكية ولعب الأطفال، بينما يستخدم البولي ستايرين المبثوق في صناعة البناء كعزل. ويتم إنتاج البولي ستايرين من الستايرين الذي يتم انتاجه بواسطة البنزين الذي تتحكم في انتاجه النافثا. وانخفض إجمالي الاستهلاك التقديري للبولي ستايرين بنسبة 10% في يناير 2020 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي ليبلغ 41.42 ألف طن. إلا أن أكثر ما يميز البولي ستايرين عن البوليمرات الأخرى استخدامه في صناعة كل شيء، بدءًا بالملابس، وصولا إلى مواد التعبئة والتغليف، ويسهم في إنتاج مواد أكثر متانة وتنوعًا، تستخدم في صناعة منتجات ذات أداء أفضل، وتدوم لوقت أطول، وتتحمل الظروف المتغيرة للعالم الحديث عامًا بعد عام. وتبرز عملاقة البتروكيميائيات في العالم شركة "سابك" في قمة المنتجين الأمريكيين الرئيسيين من خلال مشروعها في الولاياتالمتحدة، شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة. وتدير "سابك" مصنع للستايرين في كارفيل، في ولاية لويزيانا كجزء من مشروع مشترك مع توتال للبتروكيميائيات ولها حصة 11.5% في مجمع الأوليفينات التي تديرها وليامز في جيسمار في لويزيانا. وتفرض "سابك" وجودها القوي في السوق الأمريكي مع نمو مطرد وبالأخص على مدى السنوات ال 3-5 الماضية لتصبح من أكبر منتجي البتروكيماويات والبلاستيك والراتنجات في العالم، وباعتبارها مرشحا رئيسيا للشراكة في مشاريع البتروكيماويات الكبرى في الولاياتالمتحدة. وحققت "سابك" نجاح لافت في استحواذها على وحدة جنرال موتورز مقابل 11.6 مليار دولار عام 2007 والتي انطلقت بموجب هذه الصفقة إلى مشاريع الاستحواذ العالمية بشكل غير مسبوق وقد اعادت تسمية الشركة باسم "سابك" للبلاستيكيات المبتكرة، قبل حلها في عام 2015 ضمن إعادة تنظيم وهيكلة ودمج شاملة لبعض أعمال "سابك" الأمر الذي عزز من أدائها ومبيعاتها وأرباحها في نتائج الربع الثاني 2016 رغم ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي والطاقة. وبعد أشهر من العمل على إيجاد الاسم المناسب لباقة منتجات "سابك" الجديدة الموجهة لتطبيقات النظافة الشخصية، توصلت الشركة لباقة "بيوركيرز" لتجسد لعملائها والمستخدمين النهائيين قصة نجاح مواد "سابك"، مستهدفةً مساعدتهم في تقديم مواد آمنة ونقية تلبي متطلبات الأداء الوظيفي المتقدم والنعومة اللازمة للأقمشة غير المنسوجة وأفلام منتجات النظافة، ما يدعم في النهاية رفاهية المستهلك وراحته مع الالتزام باللوائح الخاصة بالنظافة. وتعكف "سابك" لطرح منتجات مبتكرة للنظافة، عبر تقديمها مجموعة واسعة من البوليمرات المستخدمة في صناعة الأقمشة غير المنسوجة وذلك بصفتها مزودًا استراتيجيًا لحلول المواد المستخدمة في قطاع الخدمات الطبية. وتنتج "سابك" حوالي 40 ألف نوع من الراتنجات الحرارية، والمركبات المتخصصة، والأفلام، والألواح، والمواد المضافة، التي تمكن الشركات المصنعة العاملة في قطاعات الرعاية الصحية من تصنيع منتجاتها بصورة أفضل، وتحقيق الطموحات التي لم يحققوها من قبل. يشار إلى نجاح "سابك" الكبير في تحالفها الضخم مع شركة اكسون موبيل كيميكال لإقامة مشروع مشترك للصناعات البتروكيميائية الذي سيدعم "سابك" لتكون لاعب رئيسي في صناعة راتنجات البوليمر التي تسمح لها اختراق أسواق البولي إيثيلين في أمريكا الشمالية بقوة كمنتجة واحدة قادرة على الاستفادة من ميزة المواد الخام في المنطقة، في صفقة بتكلفة اجمالية تبلغ 27.4 مليار ريال/ 7.3 مليارات دولار. يتضمن المشروع، إقامة وحدة لإنتاج الإيثيلين بطاقة إنتاجية سنوية متوقعة بحوالي 1.8 مليون طن سنوياً ومصنعين لإنتاج البولي إيثيلين بطاقة تراكمية تبلغ 1.25 مليون طن سنويًا ومصنع أحادي الإيثيلين جلايكول. ويعد هذا المشروع واحدًا من 11 مشروعًا رئيسيًا من مشاريع الكيماويات والتكرير ومواد التشحيم والغاز الطبيعي المسال المرتبطة بمبادرة "إكسون موبيل" لتنمية الساحل الأمريكي واستغلال الاستفادة الكاملة لثورة الغاز الصخري المنخفض التكلفة.