يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، غداً، مشروع «مصنع المطاط الصناعي»، في مجمع شركة الجبيل للبتروكيماويات (كيميا)، التابعة لشركة سابك، وحليفتها شركة إكسون موبيل، وذلك ضمن الاحتفالية الكبيرة التي تقيمها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة سابك، وشركات القطاع الخاص، لتدشين مشاريع ضخمة صناعية وتنموية في مدينة الجبيل الصناعية، انسجاماً مع أهداف رؤية المملكة 2030، ومبادرات برنامج التحول الوطني 2020. وأوضح رئيس شركة الجبيل للبتروكيماويات (كيميا) المهندس سعيد الغامدي، ل«الحياة»، أن «سابك» تسهم في تنويع اقتصاد المملكة، مبيناً أن هذا العام يوافق مرور 40 عاماً على نشأة «سابك»، التي تأسست في 1976، لهدف إيجاد استخدامات قيمة للغاز المصاحب لصناعة النفط كمنتج ثانوي. ومنذ ذلك الحين، كانت «سابك» - ولا تزال - بمثابة حافز قوي وفاعل لإقامة وتطوير قطاع صناعات تحويلية مستدام ومربح، يعتمد على منتجات «سابك» المتنوعة، بدءاً ب«البوليمرات»، مروراً بالكيماويات، ووصولاً إلى المعادن. وتُعد هذه الجهود ذات أهمية كبيرة بالنسبة لاستراتيجية «سابك» لدعم الصناعات التحويلية، وتنسجم بشكل وثيق مع أولوية المملكة المتعلقة بتشجيع تنويع مصادر الاقتصاد. وأشار إلى أن من عمليات التنويع المتعلقة بمجال أعمال «البوليمرات»، هو مشروع المطاط الصناعي في شركة «كيميا» وهو مصنع مدمج على نطاق عالمي لإنتاج ما يصل إلى 370 ألف طن سنوياً من المطاط، وبكلفة بلغت 12.7 بليون ريال. وتطلق منتجات هذا المشروع العنان لبزوغ صناعة مكونات السيارات والمركبات الأخرى، التي تقوم عمليات تصنيعها على مواد مطاط الهالوبوتيل، ومطاط البيوتاديين الستايرين، والبولي بيوتاديين، و«إيثيلين بروبيلين دايين» الأحادي، و«البوليمرات» الحرارية المتخصصة، والكربون الأسود، والتي تستهدف قيام صناعات محلية ودعمها وإتاحة الفرصة لبناء صناعة المطاط في المملكة وريادة هذه الصناعة، ودعم إيجاد فرص العمل، وتطوير الصناعات التحويلية وتنويع الاقتصاد الوطني. ومن بين الصناعات الجديدة المتوقعة في هذا المجال صناعة الإطارات، التي يمكن أن توجد العديد من فرص العمل الجديدة. وعن تعامل «سابك» مع تقنية صناعة المطاط التي تعتبر جديدة على المملكة، وتأهيل العاملين السعوديين في هذه الصناعة، أوضح أن «سابك» خططت قبل إنشاء هذا المشروع لإقامة معاهد ومراكز تدريب وتأهيل، وفي إطار هذا المشروع، تم تشييد المعهد العالي للصناعات المطاطية في مدينة ينبع، ومركز تطوير تطبيقات المنتجات في الرياض، ومرفق لإنتاج مركبات لدائن البولي إوليفين الحرارية، ومركز لإدارة المخزون المحلي في مدينة الجبيل الصناعية. ينسجم إنشاء هذا المرفق الجديد مع البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية وتوسيعها، إلى جانب تنويع القطاع الصناعي في المملكة، وسيوظف المعهد العالي للصناعات المطاطية برامج تعليمية وعلمية مبتكرة في مجال «البوليمرات» المتقدمة وصناعات المطاط والإطارات التي تم تطويرها بالتعاون مع جامعة أكرون للأبحاث العملية في ولاية أوهايو الأميركية، لهدف تدريب الكوادر المحلية من الشباب السعودي، وإنشاء وتطوير صناعة متقدمة للمطاط الصناعي في المملكة العربية السعودية. وأضاف أن تشييد هذا المصنع في «كيميا» يجسد التزامنا تجاه تطوير صناعة المطاط في السعودية، مما يدعم خلق فرص عمل متنوعة، وتطوير الصناعات التحويلية، وتعزيز تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، كما تعزز المشاركة الاستراتيجية بين «سابك» و«إكسون موبيل» القدرة التنافسية في مجال هذه الصناعة، وتوفر منتجات متخصصة جديدة في المملكة، وتعزز التسويق العالمي، وترفع القدرة على توفير جودة نوعية استثنائية. وسنوفر من خلال هذا المشروع لبنات البناء لزبائننا لتحقيق المنافسة على المستويين المحلي والعالمي في الأسواق وذلك لمجموعة واسعة من التطبيقات. وعن الشراكة بين «سابك» و«إكسون موبيل» في مجمع «كيميا»، قال: «علاقتنا الناجحة طويلة المدى مع شركة إكسون موبيل للكيماويات عززت وضع (إكسون موبيل)، وجعلتها من المستثمرين الأجانب الرواد في المملكة، ويعد هذا المرفق الأول من نوعه في السعودية لإنتاج المطاط الصناعي، ما سيخلق قاعدة من شأنها توسيع نطاق سلسلة التصنيع، وتعزيز هذه المنطقة مركزاً للمنتجات النهائية». وعزز تطور البنية التحتية للنقل، التي تشهد توسعاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادي الطلب المتنامي على منتجات المطاط، وسيساعد المرفق الجديد الذي سيقام في شركة «كيميا» في تلبية هذا الطلب المتزايد، وسيعتمد على قدرات تقنية منافسة تجارياً، بما في ذلك تقنية «إيثيلين بروبيلين دايين الأحادي» التي تملكها «إكسون موبيل»، وتقنية البوليمرات الحرارية الخاصة لصناعة المطاط الحراري، ومطاط هالوبوتيل (الإطارات). وبفضل توظيف خبرات «سابك» و«إكسون موبيل» الطويلة إلى جانب أحدث العمليات التصنيعية وتقنيات الإنتاج، سيعزز من قدرة الشركتين على تلبية الطلب العالمي المتزايد على منتجات المطاط الصناعي من جانب زبائننا حول العالم. ويساعد هذا المشروع على تسريع النمو، وتنويع القطاع الصناعي في المملكة، وتدعم مرافق المشروع، بما فيها المعهد ومركز التدريب ومصنع (كيميا) في بناء أساس قوي للاستثمار في الصناعات والقطاعات المستهدفة، مثل صناعة إطارات السيارات، وقطاع البناء والتشييد، وصناعة السيارات، والأجهزة المنزلية. يذكر أن شركة الجبيل للبتروكيماويات (كيميا) هي مشروع مشترك مناصفة بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة إكسون موبيل العربية للكيماويات، إحدى الشركات التابعة لشركة إكسون موبيل للكيماويات، وتعاون الشريكان منذ تأسيس المشروع المشترك في 1980، لإنتاج «البولي إيثيلين»، و«الإيثيلين»، و«البروبيلين»، ويمثل مشروع المطاط الصناعي الجديد إضافة كبيرة لحقيبة المنتجات في شركة «كيميا».