احتفلت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي يوم الجمعة الماضي باليوم العالمي للدبلوماسية المتعددة الأطراف ودبلوماسية السلام، والذي يصادف يوم 24 أبريل من كل عام، وكان للاحتفاء بهذه المناسبة طابعه الخاص هذا العام في ظل الصراع الشائك الذي تخوضه دول العالم في مواجهة وباء فيروس كورونا الجديد. وفي كلمته المتلفزة بهذه المناسبة وصف الأمين العام للأمم المتحدة السيد إنطونيو غوتيريس الوباء بحقّ بأنه "أكبر تحدٍ دولي تواجهه البشرية منذ الحرب العالمية الثانية". وبالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الإنسان هذا النوع من الأوبئة القاتلة العابرة لحدود الدول والقارات، لكن فيروس كورونا الجديد يكتسب خطورة خاصة من حيث اتصافه بالشراسة والغموض ونسبة الوفيات العالية للمصابين به، إضافة لسرعة انتشاره وصعوبة مواجهته والوقاية منه حتى من قبل أقوى الدول وأكثرها تقدماً علمياً وطبياً، والتي كشف الفيروس العديد من نقاط الضعف الخطرة في هياكلها الصحية وبناها التحتية ومدى جاهزيتها للأزمات الطارئة. وكان أداء المملكة في هذا السياق مميزاً من كافة جوانبه، إذ حققت نجاحاً ملموساً في الحد من مخاطر الوباء على السكان من مواطنين ومقيمين، مع حماية الاقتصاد الوطني في نفس الوقت من التداعيات الخطيرة التي تعرضت لها دول أخرى بفعل الوباء والإجراءات المتخذة لمواجهته. كما أولت قيادة المملكة اهتماماً خاصاً بتوفير الرعاية والخدمات اللازمة للمواطنين في الخارج عبر سفارات المملكة وبعثاتها في الدول التي يتواجدون فيها، ممن لم يتمكنوا من العودة للمملكة بسبب الإجراءات المتعلقة بمنع تفشي الوباء وما تضمنته من إلغاء للرحلات وإغلاق للمعابر والمطارات. وواكب ذلك على المستويين الإقليمي والدولي حراك سياسي ودبلوماسي واسع، شمل العديد من الجهود. *سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة الدنمارك