اجتاح فيروس كورونا العالم واختلفت دول العالم في التعامل معه وبكل فخر كانت المملكة بخطواتها وقراراتها أسرع من غيرها للحد من انتشار هذا الفيروس، بل إن تعاملها مع هذه الجائحة على المستوى الإنساني غير مسبوق، فساوت بين المواطن والمقيم والمخالف لأنظمة الإقامة فشملتهم جميعاً عناية هذه الدولة المباركة بالعلاج المجاني للحفاظ على أرواحهم وأرواح من حولهم. الإشادات الدولية بالمواقف الكثيرة المشرفة مصدر فخر واعتزاز للجميع، أتمنى أن يتم رصد كل ما قدمته المملكة في الداخل والخارج حكومةً وشعباً، وإنتاجه في عمل يساهم في عكس الصورة الحقيقية لهذا الوطن المعطاء أمام دول وشعوب العالم، أما على الصعيد المحلي ساورتني كغيري الكثير من الأفكار، والأفكار لن تكون واقعاً ما لم تكن واقعية ومدروسة، سأذكر بعض النقاط التي أتمنى أن أراها واقعاً.. أوجزها كالتالي: 1 - «التعليم والتدريب المهني» يكون ضمن مراحل التعليم من المرحلة الابتدائية حتى المراحل الجامعية ويشمل تعليمهم صيانة الكهرباء والسباكة والنجارة وصيانة الأجهزة الإلكترونية والميكانيكا والأعمال المكتبية والإسعافات الأولية وغيرها من الأعمال المهنية التي تحد من اعتمادنا على العمالة الأجنبية وتساهم في تقليل الحوالات المالية للخارج وتساهم في الحد من البطالة ولها أبعاد أمنية واجتماعية كثيرة وتفيد الأسر في مثل هذه الظروف للقيام بأبسط الأمور المنزلية دون الحاجة للعمالة. 2 - الأمن الغذائي يعتبر ركيزة أساسية عملت عليها الحكومة في السابق وها نحن اليوم نقطف ثمارها، والذي أرجوه أن يتم تنظيم ودعم هذا القطاع وأن نستفيد من التقنيات العالمية الجديدة لتعزيز قدراتنا. 3 - التطبيقات الخدمية والتي كان لها دور فعّال لتخفيف بعض آثار هذه الجائحة، وكم كنت أتمنى لو يتم وضع خطة مستقبلية بالتنسيق مع مُلاك هذه التطبيقات لإحلال السعودي إذا أمكن ذلك وفق آلية مدعومة وقابلة للتطبيق بعد التشاور معهم، وبالمناسبة تطبيقات النقل التشاركي تشترط على المتقدمين أن تكون لديهم سيارات بموديلات حديثة وأغلب العاطلين يعيقهم مثل هذا الشرط، لماذا لا يتم وضع صندوق خاص لدعم العاطلين بالسيارات الحديثة لتمكينهم من العمل في مثل هذه التطبيقات؟ 4 - الأمن الصحي أثبت أنه من الضرورة توطين الصناعات الطبية على غرار الشركة السعودية للصناعات العسكرية لما في ذلك من فوائد كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص عمل إضافية للمواطنين، ناهيك عن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية الكثيرة. 5 - المدن العمالية التي أُعلن عنها وتم إنشاء بعضها حتى الآن لم تحقق الهدف المنشود منها، أتمنى أن أراها واقعاً عاجلاً يشمل مدن المملكة كافة لتوفير حياة كريمة للعمالة ومتابعتهم بشكل دقيق والسيطرة عليهم، أما بالنسبة للمشروعات الكبرى والريادية فيتم توفير سكن العمالة داخل المشروعات للعناية بهم والحد من تنقلاتهم واختلاطهم بغيرهم داخل المدن. التحديات كبيرة.. وهمم السعوديين أكبر منها مستلهمين قوتهم وعزيمتهم من الله ثم من قيادتهم.