يثير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات متزايدة لرفضه فرض إغلاق شامل في البلاد في مساعٍ من أجل حماية الاقتصاد. وعلى الرغم من أن تركيا تحتل المرتبة التاسعة عالمياً من بين الدول الأكثر تأثّرا بالجائحة وسجّلت 34 ألف إصابة و725 وفاة بكوفيد-19 وفق أرقام رسمية، يؤكد أردوغان على أن تركيا ملزمة بمواصلة الإنتاج وإبقاء عجلة الاقتصاد تدور مهما كانت الظروف. ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق في تركيا التي سجّلت أول إصابة رسمياً في 11 مارس، هو سرعة انتشار المرض. حيث إن الإصابات تتضاعف كل عدة أيام. فبعدما كان عدد الإصابات 7400 في 28 مارس، بلغ 15 ألفاً في الأول من أبريل، ليتجاوز 30 ألفاً الاثنين الماضي، وفق الأرقام الرسمية. ومع ازدياد عدد المصابين، ارتفعت أصوات تؤكد وجوب فرض إغلاق شامل على غرار ما قامت به إيطاليا وفرنسا. وقال طبيب يعالج مرضى مصابين بالفيروس في قسم العناية المشددة في أحد مستشفيات أسطنبول لوكالة الأنباء الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته «على الجميع البقاء في منازلهم. يجب أن يصبح ذلك إلزامياً». وأضاف «يصلنا المزيد من المرضى كل يوم. سنصل قريباً إلى الحد الأقصى لقدرتنا الاستيعابية». وحضّت أحزاب المعارضة و»نقابة أطباء تركيا» وغيرها من النقابات الحكومة على تشديد الإجراءات لمنع الناس عن مغادرة منازلهم. وقال سنان أديامان رئيس نقابة أطباء تركيا التي تعد الرابطة الطبية الرئيسية في البلاد، لوسائل إعلام تركية هذا الأسبوع «سيكون من المستحيل السيطرة على هذا الوباء إذا واصل ملايين الناس الذهاب إلى عملهم». ودعا رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو في مقابلة الأسبوع الماضي، إلى فرض عزل تام في عاصمة البلاد الاقتصادية حيث تم تسجيل أكثر من نصف الإصابات بكوفيد-19 على مستوى تركيا. وقال «حتى إذا خرج 15 بالمئة فقط من السكان من منازلهم، فسنصل سريعاً إلى عدد مليوني (مصاب) يمكن أن يزيد من حجم التهديد».