أكد رئيس اللجنة الصناعية الوطنية في مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن بن صالح العبيد ل «الرياض» بأن تكتلاً من الصناعية السعودية قد بدأ بالعمل لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي كمنتج وطني وذلك للدعم في احتواء الأزمة العالمية لفايرس كورونا، استجابة منهم للدعوة التي وجهتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية وهيئة المحتوى المحلي للمصانع الوطنية لإنتاج وصناعة تلك النوعية من الأجهزة المطلوبة في مثل هذه الظروف، مضيفاً بأنه في حالة الأزمات والطوارئ في الدول يتم تحويل بعض المصانع للإنتاج الحربي أو الطبي ومثال ذلك ما تم أثناء الحرب العالمية الثانية في أميركا من تحويل مصانع السيارات للإنتاج العسكري. وقال رئيس اللجنة، إن حكومة المملكة قدمت الكثير وأعطت الأولوية للمواطن وسلامته وواجب على القطاع الخاص أن يشارك ويقدم ما لديه من قدرات لدعم الدولة وحماية المواطنين والوطن. وأكد الدكتور عبدالرحمن العبيد، أن القطاع الصناعي بالمملكة يمتلك القدرة والكفاءة على إنتاج تلك النوعية من الأجهزة نظراً لتوفر المتطلبات اللازمة لإنتاجها بفضل من الله ثم بدعم سخي من الدولة التي وفرت قاعدة صناعية واقتصادية متكاملة قادرة على تمكين المنتجين وتوفير المواد الأولية اللازمة للمنتج المراد كما أن جميع القدرات الفنية والتقنية تساعد على ذلك. وشدد العبيد،على أن الإنتاج في ظل هذه الظروف من قبل القطاع الخاص ليس سعياً وراء المكسب المادي أو الربحية وإنما هو نابع من إحساس بالمسؤولية والالتزام بالواجب الوطني المطلوب في ظل الظروف الطارئة. وأضاف: باستطاعتنا أن نستفيد من هذه التجربة التي نمر بها والتي تزيد التأكيد على أهمية رؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- في بناء قاعدة صناعية قوية وعلى أسس اقتصادية تعتمد على العنصر البشري والقدرات الفنية والموارد الطبيعية المتوفرة في المملكة وتؤكد على أولوية تبني الاستراتيجية الصناعية الوطنية التي يأتي في مقدمة عناصرها الأمن الصناعي والإنتاجية التي هي ضرورية الاستراتيجية للوطن. وكانت كل من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وهيئة المحتوى المحلي المصانع الوطنية قد وجهتا دعوة للمصنعيين المحليين بالمملكة للتكاتف مع الدولة في إنتاج وصنع أجهزة تنفس صناعي محلية للدعم في احتواء أزمة فيروس كورونا، وأوضحتا أن الشركات الصناعية التي يمكن أن تساهم في صناعة أجهزة التنفس الصناعي، هي مصانع التكييف والإلكترونيات والبلاستيك، كما نوهتا ببعض المبادرات العالمية في هذا المجال، وذكرت أن شركة مرسيدس تقوم حالياً بتطوير جهاز للمساعدة على التنفس، يقوم بتوصيل الأكسجين إلى الرئة دون الحاجة للتنفس الصناعي أو التخدير أو التنبيب، إضافة إلى شركة Medtronin، والتي شاركت وثائق التصميم والتصنيع والمخططات وكود البرمجة لأحد أجهزة التنفس الصناعي التي تملكها مجاناً للجميع عبر الموقع، وشركة فورد التي تقوم بإنتاج تصميم مبسط لجهاز التنفس الصناعي يعتمد على ضغط الهواء دون الحاجة للكهرباء. وتظهر الإحصائيات الرسمية بالمملكة الصادرة في شهر يناير 2020 أن إجمالي المصانع القائمة وتحت الإنشاء بالسعودية نحو 8947 مصنعاً، ويشهد القطاع الصناعي بالمملكة تطوراً مطّرداً وملحوظاً وحقق العديد من الإنجازات الباهرة نتيجة للاهتمام والدعم الذي يجده هذا القطاع من الدولة، وذلك نظراً للدور الذي يقوم به في تحقيق الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة وقد أطلقت الدولة مؤخراً برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، والذي يعد من أحد أهم برامج رؤية المملكة 2030، وهو برنامج يسعى إلى نقل المملكة إلى مصاف القوى الصناعية الرائدة.