عانت عديد من الدول حول العالم من الوباء الذي شن هجومه بشكل لا يعرف الرحمة، ما جعل بعض الدول العظمى تتخبط لمكافحة ما يعرف بوباء كورونا (كوفيد- 19)، هذا التخبط أدى إلى تأخرها في اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية مواطنيها، ما جعلهم ينظرون إليها بعين النقد والغضب واتهامها بتقديم مصلحة الدولة على مصلحة الفرد. هذا التخبط أدى إلى تفشي الوباء لديهم، ووفاة عديد من المواطنين، هذا التأخر في اتخاذ التدابير المناسبة لمكافحة الوباء كان له عواقب وخيمة جعلت بعض تلك الدول تعجز عن مكافحته وتستسلم أمام هزيمة نكراء ألحقه بها هذا الفيروس الذي جعل بعضها تفرض (طب الحرب) سواءً بشكل معلن أو خفي، ما يعني أن الدولة سوف تقتصر في خدماتها على بعض المواطنين، وأنها سوف تتخلى عن شريحة كبيرة من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء، ما يؤكد عدم احترام أحقية الإنسان لديهم في العيش مهما كان سنه ووضعه الاجتماعي والصحي. وهذا مناقض لكل ادعاءاتهم الباطلة وتأكيدهم المستمر على حقوق الإنسان، وأن الإنسان لديهم له الأولوية، كيف ذلك وعديد من مواطنيهم لا يتلقون العلاج اللازم ويتركون يواجهون مصيرهم دون أي نوع من المساعدة المطلوبة. من هذا المنطلق يمكنني القول إن هذه الجائحة والوباء الذي حل بالعالم كشف الغطاء عن عديد من الدول التي تسمي نفسها (بالمتقدمة) وعرى الوجه الحقيقي لهم من خلال مواطنيهم الذين خرجوا عن صمتهم وأصبحوا ينادون ويناشدون ولا من مجيب لهم. أما خير أمة و(مملكة الإنسانية) بادرت بحماية الإنسان مهما كان جنسه أو جنسيته موجود على أراضيها، وقدمت لكل المواطنين والمقيمين وحتى المخالفين لنظام الإقامة جميع الخدمات التي تحفظ لهم حقوقهم وتعينهم على تخطي هذه الجائحة العالمية. لقد أكدت المملكة العربية السعودية تقديمها مصلحة الإنسان على الاقتصاد والمال، وبادرت بمكافحة الفيروس بخطط مدروسة واستباقية ووضعت عديدًا من التدابير الوقائية التي أشيد بها من قبل عديد من المنظمات العالمية، وأعطت دروسًا للعالم عن احترامها لحقوق الناس والحفاظ على أرواحهم.