سيكتب التاريخ بعد انجلاء غُمّة وباء فيروس كورونا، بأحرف من نور، كيف تعاملت قيادة المملكة مع جائحة اهتزّ لها العالم في الوقت الذي أعلن فيه الأطباء في بعض دول العالم خلال معركة التصدّي لفيروس كورونا الجديد، اضطرارهم - بعلم السلطات - إلى الاختيار بين مَن يتلقى العلاج أولاً لإنقاذ حياته، ومَن يُحرم من ذلك، بسبب ارتفاع عدد المصابين، واحتمال ألا يتلقى المريض علاجاً إذا كان عمره بين 80 و95 عاماً ويعاني من ضيق تنفسي شديد، سَجّلت المملكة لفتةً إنسانية أبوية جديدة وغير مستغربة من قيادتها الرشيدة، حينما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتقديم العلاج مجاناً لجميع المواطنين والمقيمين في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة، في كلّ ما يتعلق بالعلاج من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ويشمل ذلك مخالفي نظام الإقامة، دون أيّ تبعات قانونية، ولقد دأبت المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - وانطلاقاً من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، على ترسيخ مبادئ الإنسانية بالبذل والعطاء والدعم لجميع القضايا الإنسانية، انطلاقاً من سياستها الثابتة الداعية إلى تعزيز وترسيخ حقوق الإنسان دون تمييز بين دين أو عرق أو جنس، أو بين مواطن ومقيم في أرضها المباركة، ومنذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد، بادرت المملكة باتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتسلسلة والمتتابعة، حتى جاء هذا الأمر السامي الكريم، ليؤكد قيام المملكة بواجبها الإنساني للتصدّي لهذه الجائحة. ويأتي الأمر السامي في الوقت الذي لا يوجد فيه سقف أعلى لعلاج أي حالة مشتبهة أو مصابة سواء كانت لمواطنين أو مقيمين، مما يُجسّد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بمواطنيها والمقيمين على أرض المملكة، وحرصها على سلامتهم وتوفير الرعاية الصحية لهم، ولم تتردد الدولة أبداً في تطبيق احترازات عالية جداً قبل ظهور الفيروس في المملكة، ما ساهم في عدم تسارع انتشار كورونا كما حصل في دول أخرى، وذلك بفضل التناغم والعمل المميز بين الجميع، والذي يقوده سموّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -والذي يتابع كل ما يتعلق بهذه الجائحة لضمان سلامة الجميع، ويتابع كلّ التقارير والاحترازات، انطلاقاً من رؤيته بأن للإنسان الأولوية القصوى من اهتمام الدولة. واعتاد العالم على إبداع وكفاءة المملكة في إدارة الأزمات الصحية، ما جعلها أنموذجاً يُحتذى، في الوقت الذي لا يحظى فيه الآلاف في الدول المتقدمة بالخدماتِ الصحية اللازمة، وينهار فيه النظام الصحي في العديد من الدول الأوروبية، والتي كانت مَلجأً للعلاج، ويتجلّى تميّز المملكة في إدارة وعلاج الأزمات الصحية، في كفاءة وتوفير الخدمات الصحية اللازمة، والأماكن المناسبة للحجر الصحي، فضلاً عن الفحص والعلاج للجميع.