جائحة كارونا التي قلبت العالم في لحظة ما رأساً على عقب ولعل في الأمر خيرة خفية لا نعلمها(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) ولا شك أن أمر المؤمن كله خير، ولعلها مرحلة موازنة ليعود العالم أفضل مما كان عليه اجتماعيًا وصحيًا واقتصاديًا، وبالأخص العالم الإسلامي؛ ولكن ما فعلته جائحة كورونا بشكل مفاجئ أظهرت حقيقة الأنظمة الصحية في البلدان وثقافة الشعوب ولحمة الوطن والمواطن والعلاقة الجسيمة التي تربط القيادة بالشعب. ملك رغم مشاغله ظهر ليطمئن شعبه مبتدئاً بكلمة أبنائي وبناتي، تلك الكلمات التي احتضن بها وطنا بأكمله يسكنه ما يزيد على ثلاثين مليون مواطن ومقيم بكلمات أبوية حانية ولم يتوان في توجيه كل ما في شأنه اتخاذ إجراءات علاجية ووقائية لحفظ الوطن بمقدساته الإسلامية، والمواطن أينما كان والمقيم في هذه البلد. وزارة الصحة وطاقمها الطبي وُفّقت بإدارة الأزمة بخطط طوارئ بإمكانات جبارة فرغم كل ما حدث إلا أن ذلك لم يربكها وعملت بجميع ما لديها من كوادر طبية وإمكانات مادية وعلى مدار الساعة كونها مستعده لأي طارئ، حفظنا الله وإياكم من كل سوء، فلم تستعن بجلب كوادر خارجية، ولم تبن المستشفيات وتجلب الأطباء؛ ونجحت وسيطرت على الوضع بعدم انتشار هذا الفيروس كما يجب وأفضل. السلك العسكري والأمني والحديث عنه يطول ويعجز ولعل المواقف تشهد والتاريخ يسجل، حرب في الدفاع عن الوطن في الحدود وحظر تجوال في الداخل (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ). وزارة التجارة والسيطرة التامة والميدانية على وفرة المنتجات وعدم استغلال المواطن والمقيم بأي شكل من الأشكال. تكاتفت الجهود واتحد الوزراء والوزارات من أجل المواطن والمقيم ولا جديد هؤلاء رجال المواقف المخلصون لهذا البلد. انشغل الجميع في شكر الكوادر الطبية والأمنية والعسكرية ويستحقون كون الثقل الأكبر عليهم بتوجيه ومتابعة مستمرة من قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين؛ ولكن علينا ألا نغفل عن فئة عملت بصمت بكل ما تملكه من إمكانات وقدرات وهم موظفو الدور الإيوائية في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رغم تعليق العمل في الدوائر الحكومية وبعض القطاع الخاص عمل هذا الفريق بجميع ما لديه من كوادر إدارية وطبية وتمريض وطاقم فني من أخصائيين اجتماعيين نفسيين وأخصائيي التغذية في الدور والمؤسسات الإيوائية في جميع مناطق المملكة لرعاية الأيتام والمسنين والمعوقين وكذلك الدور الإصلاحية للأحداث ومؤسسات رعاية الفتيات ودور الضيافة، الحماية الاجتماعية ومكاتب مكافحة التسول ومكاتب رعاية شؤون الخادمات. جميعهم يعملون على قدمٍ وساق وعلى مدار الساعة لينعم هؤلاء في أماكنهم آمنين مطمئنين في رغد من العيش والسلام والصحة. ليعلم الجميع أن كل ما ذُكر وأكثر من أجلك أنت أيها المواطن والمقيم لتنعم في هذا البلد بصحة وعافية وسلام. حفظ الله بلدنا حكومة وشعباً من كل سوء، وعمار يا وطن. روحي وما ملكت يداي فداهُ .. وطني الحبيب وهل أحبُ سواه؟.