الماء والصحة سر الحياة، وبهما تدوم وتزدهر حياتنا، نعاني في وقتنا الحالي من شح المياه العذبة، وسوء توزيعها، وتدني جودتها، والاستخدام الجائر، وضعف تطبيق منهج اقتصاديات المياه، وغياب الإدارة المتكاملة للمياه حتى وقتنا هذا؛ كل ذلك يجعلنا في قلق دائم يختلف نسبيًّا عن قلقنا من الإصابة بفيروس كورونا، ورغم الهلع المسيطر على العالم بسبب فيروس كورونا ومصادفة اليوم العالمي للمياه لهذه الأزمة الذي أفقدته أهميته وبريقه، إلا أن طرق الحماية منه سهلة جدًّا، وهي أن تغسل يديك بالماء والصابون لمدة 40 ثانية، وتلزم منزلك. فالاحتراز من فيروس كورونا قد لا يحتاج سوى أن تغير من سلوكك المجتمعي لمدة قصيرة جدًا لا تتجاوز أيامًا معدودة، في ظل مساعدة حكومتنا وأغلب الحكومات في ذلك، بتعليق الدوامات والدراسة ووقف جميع الأنشطة التي تسبب التجمعات. ولأن الجو العام يعج بوعكة صحية، فالخوف كل الخوف من الإصابة بما أسميه اليوم داء شح المياه العذبة، فهذا يحتاج إلى قرار جماعي، ووقفة مجتمعية؛ إذ لا بد أن نسعى جميعًا لمحاربة هذا الداء؛ لأن حصتي من الماء تتأثر بمقدار حصتك؛ أي أن مستقبل الأجيال القادمة مرتبط بك، فحينما تسرف في استخدام المياه فأنت هنا تتعدى على حصة غيرك من الماء، وتخلق مشكلات عدة، حمانا الله وإياكم! وختامًا، الوقاية خير من العلاج، والتزامك بالأوامر والإرشادات يقيك من الإصابة بفيروس كورونا، وعلى أنه يوجد بدائل لكثير من المواد الضرورية لبقاء الإنسان على قيد الحياة، فإن الماء لا بديل له. * باحث في الوعي المائي