وباء خطير ينتشر بسرعة متنقلا من بلد لآخر، وصلت خطورته وتأثيراته إلى الأمور الدينية، جهود دولية واستنفار علمي وإغلاق حدود بين الدول، ووقف للدراسة والأعمال وتأجيل كافة الفعاليات والمناسبات، ومنع التجول، وضغط على المستشفيات، كل هذا الجو الكارثي يستحق الجدية والتكاتف والمشاركة وتنفيذ تعليمات وقرارات الجهات المسؤولة، أزمة عالمية خطيرة اسمها وباء كورونا حوّل الحياة في لحظات إلى حياة مختلفة، إنه الوباء اللغز الذي لم تتأكد حتى الآن أسبابه، وتحيط به كافة أنواع الأسئلة: متى، وماذا، وكيف، ومن. لا تزال الأسئلة بلا إجابات رغم تبادل الاتهامات، وكثرة الروايات والنظريات. الأسئلة حول هذا الوباء وتبعاته لا حدود لها، سيواصل العالم طرح الأسئلة العامة والمتخصصة، وسوف ينشغل المختصون في الجامعات ومراكز الأبحاث بهذا الوباء، وسوف يظهر طوفان من الدراسات والأبحاث والمؤلفات والأفلام حول وباء كورونا، ستتم دراسة هذه الكارثة الصحية من جوانبها الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ستكون هذه المنتجات علمية محايدة وقد يجنح بعضها ويخرج عن الخط الحيادي متأثرا بالعوامل السياسية. ما يفيد العالم في المستقبل هو الدراسات والبحوث العلمية التي تشخص المرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه واكتشاف أدوية لمعالجته في حالة ظهوره مرة أخرى، الأسئلة المفيدة هي الأسئلة العلمية، ثم الأسئلة المرتبطة بتعامل المجتمعات مع الأزمات والمخاطر الصحية وغير الصحية، ومدى استعدادها للتعامل مع المفاجآت، وهناك أسئلة أخرى تتعلق بالتعاون الدولي والتضامن الإنساني الذي يسعى لخير البشرية متجاهلا الجنسيات والحدود والاختلافات السياسية والمنافسات الاقتصادية، وأسئلة استراتيجية تفتح ملفات خطط الدول لمراجعة الأولويات وإعادة تحديدها وترتيبها. ولا شك أن النظام الصحي في كل الدول ستكون له الأولوية في هذه المراجعة لتقييم فعاليته ومدى الحاجة إلى تطويره أو البحث عن نظام بديل، وكأن بعض الدول كانت بحاجة إلى هزة قوية للتفكير الجدي في قدرات وفعالية نظامها الصحي، ومراجعة أولوياتها. عالم ما بعد وباء كورونا، ستحاصره الكثير من الأسئلة؛ فهل ستكون الإجابات كافية وشافية؟