يعيش العالم أجمع أزمة حقيقية متمثلة بفايروس كورونا الذي حصد كثيراً من الأرواح، وتزايدت أعداد المصابين به. وصنفته منظمة الصحة العالمية أنه وباء عالمي حيث انتشر المرض بأكثر من149 دولة خلال أقل من شهرين، وهذا لا شك أمرٌ خطير. وخلال هذه الأزمة تعددت أساليب الدول في محاربة انتشاره فإيطاليا على سبيل المثال: بادئ الأمر لم تعره أي اهتمام فانتشر المرض وتفشى، ثم بدأت باستشعار الخطر وبالتالي عمل الاحتياطات والاحترازات اللازمة، ولكن بعد خراب مالطا، أما شعبها فلم يبالِ وكان يعتقد بأن بعض الدول وحكوماتها على وجه الخصوص تُبالغ، فلم يلتزم بالتعليمات وأخذ يمارس حياته بشكل طبيعي إلى أن أصبحت إيطاليا الدولة رقم واحد في عدد الوفيات بسبب فايروس كورونا. في الممكلة كانت حكومة خادم الحرمين الشريفين تتخذ خطوات متسارعة جداً للحد من انتشار هذا المرض الخطير، فعلقت المدارس، ومن ثم أعلنت حالة الطوارئ بتعليقها الحضور للعمل في القطاعات الحكومية، ثم القطاع الخاص وتلتها خطوة مهمة للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين بمنع الصلاة في المساجد؛ لخطورة الوضع الراهن وكل ذلك من أجل سلامتنا كمواطنين ومقيمين على هذه الأرض المباركة من هذه الجائحة العالمية. كما بذلت دولتنا الغالي والنفيس لمواجهة هذه الأزمة العالمية واتخذت كافة الأسباب لمحاربتها، فأصبحت جل الخدمات المقدمة إلكترونية لا تستدعي حضورك وتستطيع أن تنجز أعمالك بمكالمة هاتفية، وعلى سبيل المثال ما تقدمة وزارة العدل من الخدمات الإلكترونية التي تصل لأكثر من 100 خدمة عبر نظام ناجز ومركز الاتصال الموحد 1950، وهذا غيض من فيض فجميع الوزارات أثبتت جاهزيتها للعمل تحت أي ظرف لخدمة المواطنين والمقيمين من منازلهم دون الحاجة للخروج، وبقي علينا نحن كشعب يعيش على هذه الأرض الطيبة أن ندعم بلادنا ببقائنا في المنازل؛ للحد من انتشار هذا المرض، وأن نصبح أكثر وعياً وندرك حجم الخطر المتمثل بخروجنا من منازلنا. فالمسألة ليست فقط اتباع أوامر ولاة أمرنا ومساعدة دولتنا بل أصبح واجباً وطنياً يحتم علينا البقاء للمحافظة على مجتمعنا وأحبابنا من هذا الفايروس الفتاك. وعيك عزيزي المواطن والمقيم دليل نضجك، وبقائك بمنزلك هذه الأيام مفترق طرق للسيطرة على المرض، لذلك أرجوك أن تتعاون وتتعامل مع هذا الوضع بأكثر جدية؛ لتساعدوا بلادنا ووطننا للخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار. معاً نستطيع أن نُسطر تاريخاً ونثبت للعالم أننا الأفضل، وأن الوقاية خيرٌ من العلاج.