منذ خبر تعليق الدراسة بجميع مدارس ومؤسسات التعليم العام والأهلي والجامعي والفني في المملكة، تضافرت الجهود في جميع المنشآت التعليمية في التحول إلى التعليم عن بعد، نظام ليس بجديد وتجربة ليست بفريدة عن دول أخرى، ولكنها بلا شك حققت نجاحًا ملموسًا نافست فيه خدمات إلكترونية لجهات حكومية أخرى في مملكتنا الحبيبة، هذا النجاح في التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد (أو التعليم في المنزل) كانت له مقومات نسرد أهمها في هذا المقال: أولاً: البنية التحتية: هيأت حكومتنا الرشيدة بنية تحتية متكاملة لدعم هذا النوع من التحول متضمنة ذلك الجانب التقني والفني من شبكات توصيل وألياف بصرية تدعم الإنترنت عالي السرعة، ومن جانب آخر جهزت برامج تقنية تدعم التعليم العام والجامعي، هذا التطور التقني جعل المحاضر والطالب في اتصال مباشر (متزامن) يتواصلان في الوقت نفسه وبشكل مباشر. منظومة التعليم الموحد بما تتضمنه من مدارس افتراضية مثل بوابة المستقبل وقنوات عين التعليمية في قطاع التعليم العام، وكذلك ما أنشأته عديد من الجامعات السعودية من أنظمة التعليم الإلكتروني «بلاك بورد» جميعها أمثلة لبنية تحتية جاهزة لتقديم التعليم عن بعد. ثانياً: جاهزية محاضري ومقدمي خدمة التعليم عن بعد: الأغلبية العظمى من مدرسي ومحاضري قطاع التعليم كانوا على استعداد وكفاءة عالية في تقديم الخدمة والتعامل معها، وأخص بالذكر أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم في الجامعات والأقسام العلمية؛ حيث بدأت منذ قرار معالي وزير التعليم في التحول إلى التعليم الإلكتروني في إلقاء المحاضرات والتفاعل مع الطلبة عبر نظام التعليم الإلكتروني الخاص بكل جامعة، هم جزء مهم في المنظومة لديهم الدراية الكاملة والفهم المسبق في التعامل مع النظام لما وفره من محتوى تعليمي متكامل ودعم الحلول التعليمية البديلة والمناسبة في السابق. ثالثاً: والجزء الأهم في النجاح وهم الطلاب أنفسهم، كان لدى الطلاب استجابة إيجابية سريعة لهذا التحول، وهذا دليل على نضجهم وتفهمهم لأهمية التعليم من ناحية ولمواكبة التغيير السريع من ناحية أخرى، هي قدرات لدى الطلاب كامنة وبرزت لعامة الناس في هذا الوقت، فالمقدرة على التعامل مع هذه التقنيات وبأعمار مختلفة دليل مواكبتهم لآخر مستجدات التقنية، التي أصبحت جزءا مهما في كل الأمور الحياتية. وأخيراً، فقد قالتها المملكة كلمة، لم يقف التعليم مهما مرت بنا من أزمات وعوائق حالت بين جلوس الطالب مع المعلم، فالمسيرة التعليمية باقية ومستمرة تعكس كم نحن متقدمون ونسعى للتحسين المستمر في أصعب الأوقات. نصيحة قدمتها إلى العالم أجمع لطلب العلم.. ولو في المنزل.