يبدو أن الصراع بين الدول الكبرى بعد تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تحول من صراع اقتصادي تجاري بحت بين أكبر اقتصادات دول العالم، إلى تسابق بين كبرى مختبرات الأبحاث الطبية العالمية على إيجاد لقاح ضد الفيروس. جريدة لوفيغاروا الفرنسية تحدثت عن لقاح محتمل سيطرح في غضون 12 إلى 18 شهرًا، ونقلت تعهدات شركات الأدوية متعددة الجنسيات بقدرتها على التوصل إلى لقاح Covid-19 سيكون متوفرا في غضون عام على الأكثر، وركزت لوفيغارو الفرنسية على عشرات التجارب السريرية الجارية حاليا لتطوير مجموعات فحص أرخص وأكثر كفاءة، وطرح لقاح قادر على مكافحة الفيروس التاجي، الذي أصاب أكثر من 260 ألف شخص وقتل نحو 11 ألف شخص عبر العالم، ونقلت لوفيغارو تصريح بول ستوفيلز، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لشركة جونسون آند جونسون خلال مؤتمر عبر الفيديو نظمه الاتحاد الدولي لمنتجي الأدوية (IFPMA)، أكد فيه بأن اللقاح حتى لو تم إنتاجه في مكان آخر عبر العالم في إشارة منه إلى التجارب التي تجرى حاليا في كل من الصينوفرنسا وألمانيا، سيكون متاحا لكل من يحتاجه في جميع أنحاء العالم في غضون أشهر فقط ، أما الرئيس التنفيذي لشركة Eli Lilly and Company ورئيس IFPMA ديفيد ريكس، فأكد بأن البشرية تعيش لحظات استثنائية وتاريخية والصناعات الصيدلانية بالتعاون مع مخابر البحث الطبي يجب أن تتوصل إلى علاج لفيروس كورونا في أقرب وقت، مشددا على ضرورة إعادة توجيه التكنولوجيات الحالية لإنشاء علاجات جديدة، ولقاحات فعالة عبر اختبارات فحص جديدة ستساعد في القضاء على Covid-19، داعيا مخابر البحث الأوروبية إلى التنسيق مع نظيرتها الأميركية لربح مزيد من الوقت في مكافحة هذا الفيروس لصالح البشرية. وفيما صادق الرئيس الأميركي دولاند ترمب على استخدام عقار ضد الملاريا لمعالجة المصابين بالفيروس، نقلت جريدة le point الفرنسية، تأكيدات من المجموعة الفرنسية المختصة في الصناعات الدوائية «سانوفي» استعدادها لتوفير ملايين الجرعات من «بلاكنيل»، دواؤها المضاد للملاريا الذي أظهر نتائج «واعدة» في معالجة المصابين بفيروس كورونا حسب المجموعة الفرنسية المختصة في الصناعات الدوائية بعد إتمام التجارب الأولية للدواء في مرسيليا جنوبفرنسا على 24 شخصا، مؤكدة أنّها مستعدة لأن تقدّم للسلطات الفرنسية ملايين الجرعات منه بعدما برهن عن نتائج واعدة في معالجة المرضى بالفيروس مشيرة إلى أنّ هذه الكميّة التي تمتلكها المجموعة الفرنسية للدواء حاليا كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل، فيما دعا وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إلى إجراء تجارب أوسع على عدد أكبر من المرضى قبل طرح الدواء كعلاج ضد الفيروس كمرحلة أولية في السوق الفرنسية، تسابق أميركي فرنسي على التوصل لأول لقاح فعال ضد كوفيد 19 ظهر للعيان خلال الأسبوع الماضي غذته تصريحات الرئيسين ماكرون وترمب وإن لم يأت بأدوية جديدة وإنما اكتفى بتطوير علاجات سابقة، لكنه يحمل في طياته سباقا حقيقيا بين مختبرات هذه الدول برعاية قيادة البلدين. بريطانيا لم تنتظر كثيرا لتعلن دخولها مضمار سباق مختبرات الأبحاث الطبية العالمية للوصول إلى علاج محتمل لكوفيد 19، جريدة الغارديان البريطانية نقلت إعلان الصحة البريطانية مساعي جامعة أكسفورد العريقة بدء تقييم مصل تم تطويره مؤخرا ودخوله مرحلة التجارب السريرية بداية شهر أبريل المقبل، وأفادت الغارديان أن الأشخاص الذين يسعون للتوصل لهذا اللقاح، قد حصلوا على إذن لمباشرة التجارب البشرية حتى قبل اكتمال الاختبارات على الحيوانات في محاولة لتسريع عملية التطوير، وتم منح الإذن بعد أن ثبت أن لقاحات مماثلة تم تطويرها لأمراض أخرى آمنة في التجارب البشرية. وفيما بدا سباقا مع الزمن لتطوير لقاح يكبح استشراء عدوى فيروس كورونا المستجد الذي حصد أرواح آلاف الأشخاص وأصاب نحو ربع مليون عبر العالم، تبادلت الولاياتالمتحدةوالصين الاتهامات بشن حملات لتشويه السمعة بعدما تحولت جائحة كورونا إلى موضوع خلافي جديد بين القوتين ودافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استخدام عبارة «الفيروس الصيني» للإشارة إلى فيروس كورونا، الأمر الذي أثار استياء بكين التي أعلنت في وقت سابق بدورها عن تطوير سبع لقاحات محتملة للفيروس، ويتوقع أن يكون أول لقاح لفيروس كورونا في الصين جاهزًا للتجارب السريرية بحلول نهاية أبريل المقبل وفقا لما ذكره شى نابنغ نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني حيث تخطط إحدى شركات الأدوية الصينية بدء التجارب السريرية حال موافقة الحكومة الصينية. جريدة لوموند الفرنسية تطرقت إلى احتمال تمديد إجراءات الاحتواء «العزل المنزلي» في عموم الأراضي الفرنسية في إجراء وقائي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بينما يستبعد نواب بالبرلمان الفرنسي طرح مشروع قانون يفرض حالة الطوارئ الصحية في البلاد، وزير الداخلية كريستوف كاستانر قال بعد اجتماع مجلس الدفاع برئاسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء الجمعة، إن تمديد الحجر المنزلي الذي صدر مبدئياً حتى نهاية مارس على الأقل لم يتم البت فيه، لكنه لم يستبعد تشديد الإجراءات المطبقة حاليا بشكل أكثر صرامة ، يأتي هذا فيما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاثنين إن بلاده تواجه حربا صحية خطيرة، داعيا الفرنسيين إلى الانضمام والتعبئة لأجل تطويق الوباء. صحيفة larepubblica الإيطالية تحدثت عن يوم أسود آخر عاشته إيطاليا مساء الجمعة عندما سجل الدفاع المدني 4670 إصابة جديدة بفيروس كورونا منها 627 حالة وفاة في يوم واحد، رقم قياسي آخر يضاف لضحايا هذا الوباء الذي حول إيطاليا إلى بؤرة حقيقية لتفشي الفيروس في القارة الأوروبية، المفوض الخاص للطوارئ الإيطالية أنجيلو بوريلي قال إن السلطات في روما لا تعرف متى ستحل ذروة تفشي هذا الفيروس في البلاد ولا توجد بيانات علمية واضحة تحدد اتجاهات تفشيه لكنه لمح إلى أن التدابير التي لجأت إليها الحكومة الايطالية ستعطى نتائج إيجابية في الأسابيع القليلة المقبلة. تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا والإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومات الأوروبية للتصدي لتفشي هذا الوباء عزز مخاوف مديرة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد حصول حدوث انكماش اقتصادي «كبير» في منطقة اليورو نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، ولفتت لاغارد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن «جزءا كبيرا من الاقتصاد متوقف بشكل مؤقت، ونتيجة لذلك سيتقلص النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو بشكل كبير، داعية الدول الأوروبية الأخرى إلى وضع خطط إنقاذ على غرار ما قام به البنك المركزي الألماني الذي أعد خطة ضخمة بقيمة 780 مليار يورو لدعم الاقتصاد الأوروبي في مواجهة تبعات انتشار وباء كوفيد-19، وأكدت لاغارد أنه في حال لم يكن ذلك كافيا، فإن البنك المركزي الأوروبي سيقوم بكل ما هو ضروري ضمن صلاحياته لمساعدة منطقة اليورو على تخطي هذه الأزمة الحالية. الإجراءات الاحترازية دليل على وعي المجتمع (رويترز) اكتشاف الإصابة مبكراً يحد من الانتشار الواسع للفيروس (رويترز)