أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ" [سورة لقمان؛ الآية 34]. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهْ هَكَذَا هُمْ يُغَادِرُونَ فَجْأَةْ يَنْتَزِعُونَ مَعَهُمْ نَبْضَ قُلُوبِنَا وَيَتْرُكُونَنَا لِلْوَحْشَةِ بَعْدَ أُنْسِهِمْ وَلِلدُّمُوعِ حَسْرَةً عَلَيْهِمْ بَعْدَ الدُّمُوعِ فَرْحَةً بِهِمْ يُغَادِرُونَنَا وَبِصَمْتٍ يَحْبِسُونَنَا يُوصِدُونَ عَلَيْنَا الْأَبْوَابْ تَارَةً يَصْرَعُنَا الْأَلَمْ وَتَارَةً نَبْحَثُ عَنْ تَنْهِيدَةٍ نُخْرِجُ مَعَهَا شَيْئاً مِنْ سَمُومِ حُرْقَتِنَا فَلَا نَجِدُهَا نَعْلَمُ يَقِيناً لَا يَشُوبُهُ شَكْ الْحَيَاةُ حَقٌ، وَالْمَوْتُ حَقٌ، وَالْبَعْثُ حَقٌ وَالْقُلُوبُ مُؤْمِنَةٌ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهْ فَ "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ..." [الْعَنْكَبُوتْ ؛ الْآيَةُ 57] لَكِنَّهُ الْفَقْدْ يَأْخُذُ كُلَّ شَيْءْ حَتَّى الْهَوَاءْ وَيَتْرُكُنَا نَتِيهُ فِي حِيرَتِنَا نُفَتِّشُ عَنْ شَيْءٍ اسْمُهُ النِّسْيَانْ عَنْ شَيْءٍ اسْمُهُ الصَّبْرْ نُدْرِكُهُمَا ؟ نَعْمْ لَكِنَّ السُّؤَالَ أَقْوَى وَالْحَالَةَ أَكْدَى أَمَّا السُّؤَالُ فَكَيْفَ نَنْسَى؟ وَمَتَى؟ وَكَيْفَ نَصْبِرُ؟ وَإِلَى مَتَى؟ وَأَمَّا الْحَالَةُ فَتَقْتَحِمُ كَيَانَنَا ثُمَّ تَقْذِفُ بِنَا فِي حَرِيقِ أَوْجَاعِنَا أَرَقٌ وَضَيَاعْ حَزَنٌ وَصِرَاعْ وَصَبٌ وَصُدَاعْ حَالَةٌ خَاصَّةٌ تَكْسُوهَا الدُّمُوعْ دُمُوعٌ تَتْلُوهَا دُمُوعْ رحمك الله يا أخي (سمير) يا أبا غالب رحمة واسعة، وغفر لك، وأسكنك فسيح جناته، ورضي عنك وأرضاك، وجمعنا مع والدينا وأهلينا في مستقر رحمته. رحمك الله يا أخي، وكم وددت لو أهمس إليك أن: نم قرير العين؛ فالمشاهد لما أبداه أبناؤك من همّة، وما التزموه من صبر، وما اتسموا به من حكمة، يقول بلهجتنا العامية: "بسم الله ما شاء الله واللي خلّف ما مات". رحمك الله يا أخي، وطوبى للأهل، والأحبة، والأصحاب، والجيران، في كل مكان وقد حملتهم مشاعرهم إلى هذا الرقي في المواساة حضوراً، وهاتفياً، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، فجزاهم الله عنا خير الجزاء. رحمك الله يا أخي، وطوبى لأبناء عائلتنا الكبيرة هناك في وطننا الحبيب فلسطين، لقد كانوا كما هم دوماً على قدر عال من جمال النوايا، وصدق الوفاء، ونبل الاحتواء، لقد شاهدتهم بأمّ عيني وهم يحيطون بأبنائك وبنبض قلوبهم يشاركونهم احتضان جثمانك الطاهر منذ وصوله قادماً من مصر العروبة إلى فلسطين الساكنة فينا حتى واروه الثرى والحزن يرتسم على وجوههم، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وأثابهم، وأحسن إليهم، ووالله لا أستغرب عليهم هذا الخلق العظيم المتأصل فيهم. رحمك الله يا أخي، تغيب عنا جسداً، لكنك تبقى فينا طيفاً نداعب معه ما مر بنا ذكريات. "إنا لله وإنا إليه راجعون". * عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين