في يوم الخميس التاسع من جمادى الأولى لعام سبع وثلاثين وأربعمائة وألف، وصلني اتصال من أخي ولم أعلم أنه يحمل الألم والفجيعة في وفاة ابن عمي (فهد بن عبدالرحمن الفوزان) والتي كانت وفاته فاجعة للجميع. غفر الله لك (يا أبا مشعل) يا من كنت قريباً من الناس، حبيباً لهم، لطيفاً مع الصغار ومحبوبا للكبار، حتى أحبك الجميع واحترموك، فلما سمعوا بنبأ وفاتك بكتك الأعين، ودعت لك الألسن، وترحم عليك من عرفك ومن لم يعرفك وخرجت جنازتك في مشهد مهيب وحضور امتلأت بهم جنبات من احتضن جثمانك الطاهر. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا فهد لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربُنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) رحلت عن دنيانا الفانية إلى الدار الباقية في جنة الخُلد -إن شاء الله- في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مورثا خلفك الذكر الطيب والسيرة الحسنة ودعناك ورحلت عنا، ولكنك معنا بدعائنا لك، وكل شيء في هذه الدنيا يذكرنا بك، وكيف ننساك ومكة المكرمة وأبها وغيرها وكل منها قِصة تُروى، كيف ينساك الأيتام ومن تكفلت بهم، كيف ينساك البخور الذي حرصت على تطييب جامعكم به، كيف تنساك المكتبة وكل كتاب فيها يرى صورتك، كيف ينساك من كنت حريصاً على إطعامه. فهنيئاً لك (أبا مشعل) الخاتمة الحسنة -إن شاء الله تعالى- يا من توفاك الله في ليلة الجمعة المباركة، وقد جاء في الحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر). أبوي عبدالرحمن، أختي وحبيبتي أم مشعل الفراق صعب ولا تحزنوا بعد هذا الذكر الحسن والأعمال الجليلة التي كان يقوم بها في حياته، لو أن السباق إلى الله "بالأقدام" لتصدر خفيف البدن.. لكن السباق إلى الله بالقلوب، فهنيئاً "لخفي العمل" فيحق لنا ولكم وأبناؤكم أن تفخروا بخبيئة أبا مشعل، فالحمد لله على قضائه وقدره. وهنيئاً له مرقده بجوار والدته رحمهم الله جميعاً وغفر الله لنا ولهم، فجزاه الله عنا خير الجزاء، والله نسأل أن ينزله منازل الصالحين والشهداء وأن يرحمه ويرحمنا وأموات المسلمين.