خلق ظهور فيروس كورونا المستجد، والتميز العالي للتعامل مع هذا المرض الذي أظهرته الصحة ومن خلفها وزارة الداخلية حالة من الجدية والوعي في المجتمع لاسيما بعد جملة القرارات الكثيرة التي اتخذتها الدولة - تباعاً - استشعر معها الجميع خطورة الوضع. وخاطب وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة في "مقطع فيديو قصير" المجتمع مطالباً إياه بأهمية الوعي بخطورة هذا المرض إذا استهانوا فيه (كما حصل في دول تحول لديها حتى أصبح جائحة)، من محاصرته ومن ثم القضاء عليه إذا مكثوا في منازلهم واستجابوا للتعليمات الصادرة من الصحة وبقية الجهات المعنية لمواجهة، وفي هذا اعتبر الوزير الربيعة بأن الوعي المجتمعي هو من سيصنع الفارق ويفضي للنجاح المؤمل. "الرياض" استطلعت ميدانياً آراء استشاريين وأطباء ممارسين في وزارة الصحة: العلاج الأنجع الدكتور وسيم سلمان الأقنم "استشاري باطنية عناية مركزة في مستشفى الملك فهد بالهفوف" أرجع حالة الوعي لدى المجتمع الذي بدا جلياً في التعامل مع فيروس كورونا المستجد إلى حالة الشفافية العالية التي اتبعتها وزارة الصحة منذ اللحظات الأولى لظهور الحالات لدينا في المملكة، فخلقت الإجراءات الاحترازية المتسارعة وعياً كبيراً في أن ما يتم من عمل ويتخذ من قرارات حازمة لم يعد ترفيهاً بل هو الحل الأمثل والأنجع لوضع استثنائي تمر به بلادنا والعالم أجمع، فأظهر معالي الوزير الدكتور توفيق الربيعة ثقة عالية في وعي المجتمع وتفهمه لما يطلب منه وفق مقتضيات التعامل مع المرض مرحلياً، فلمس الجميع كيف أن الدولة - رعاها الله - لم تدخر وسعاً لحماية كل إنسان يعيش على هذه الأرض مواطناً أو مقيماً، وسعت وما تزال تسعى للحد من انتشاره بخطوات نرى نحن في السلك الصحي بأنها مشرّفة وفعّالة، وشكّلت الحملات التوعوية المجتمعية بكل الوسائل المتاحة جانب مهم للغاية، فأثمر ذلك أن الصغير والكبير بات على دراية وعلم بخطورة المرض، فصارت الممارسات التي حث عليها الصحيون كارتداء الكمامة، وغسل اليدين واستخدام المعقمات، والبعد عن التجمعات البشرية والحد من المصافحة باتت ظاهرة واضحة، وأعرب د. وسيم عن ثقته بالله ثم في أن هذا الوعي سيسهم بإذن الله وبشكل كبير في احتواء المرض والتقليل من فرص انتقاله. الإعلام المؤثر د. عبدالعزيز الحليبي "المشرف العام على المركز الجامعي للاتصال والإعلام في جامعة الملك فيصل" قال: يمثل الوعي والتفاعل المجتمعي الإيجابي المحرك المؤثر في توجيه الأزمات نحو انحسارها، وتجاوزها بأقل الخسائر، ولا يقوى هذا الوعي والتفاعل إلا بعناصر أساسية، كشفتها لنا الفترة الطارئة التي يمر بها العالم بسبب انتشار فايروس كورونا المستجد، والسعي الحثيث من حكومات الدول للحد من تفشيه، فقد قدمت المملكة أنموذجًا حيًّا للوعي والتفاعل المجتمعي المتشكل من مستوى الشفافية العالية لمنظومة قيادتنا الحكومية، واحترافية الحملات التوعوية الإرشادية، واستباقية القرارات الاحترازية الوقائية المدروسة بعناية في توقيتها ونوعيتها وفئاتها المستهدفة لتحقيق أقصى درجات الأمان الصحي للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة، مع أخذها بكل الاحتياطات. وكل تلك الجهود العظيمة تم التعبير عنها في وسائل اتصالية إعلامية متعددة، فسخرت كل إمكاناتها ومنتجاتها الإعلامية الإعلانية تثقيفًا وإرشادًا، وترسيخًا للمسؤولية الفردية والمجتمعية تجاه التعامل مع هذه الفترة الاستثنائية بوعي وإدراك لحساسيتها وخطورتها، فتعززت الثقة، وتحول هذا الوعي والتفاعل المجتمعي إلى سلاح مؤثر لمواجهة تداعيات هذا الفيروس، والشائعات المغرضة والمقلقة التي تدور حوله. المجتمع يحارب المرض ماجد الحميضان "نائب مدير مستشفى النساء والولادة في الأحساء" أشار إلى أن وزارة الصحة في المملكة أطلقت حملتها المكثفة لمحاربة المرض على بعدين في آن ٍمعاً، طبياً وتوعوياً لإدراكها التام أهمية الوعي في المجتمع لمحاربة هذا المرض فلا جدوى بعلاج طبي إن لم يواكبه تفاعل مجتمعي، فاستجابة المجتمع للإرشادات لا يقل أهمية عن العلاج الطبي، بل إن الوعي المجتمعي يعد السلاح الأول لمواجهة الأمراض المعدية، وأشاد الحميضان بحرص الجميع للاستمرار في تطبيق التعليمات الصادرة من الوزارة. جهود تكاملية الدكتور محمد العيثان "استشاري طب الأسرة" رأى أهمية وعي المجتمع للوقاية من كورونا وذلك عبر الاستجابة للتعليمات والتدابير والإجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات الحكومية لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد وضمان حماية وسلامة المجتمع، وبيّن أن الوعي لتعليمات الجهات الصحية كفيلة بإذن الله في منع انتشار الفيروس والقضاء عليه، خصوصاً وأن كافة الإجراءات الاحترازية التي قامت بها المملكة كانت استباقية ووفق أعلى المعايير الطبية، وجاءت منسجمة مع توصيات منظمة الصحة العالمية، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود وتكامل الأدوار وحرص كافة أفراد المجتمع على اتباع العادات الصحية المناسبة. الوعي والنتائج المثمرة الدكتور أشرف الرمضان "اختصاصي طب أسرة" اعتبر بأن وعي المجتمع بطرق مكافحة الأمراض المنقولة يحتل أهمية كبيرة، ومنها الثقافة بالسلوكيات العامة النظيفة لحفظ الصحة. وما يخص من تلك السلوكيات لمنع انتقال العدوى التنفسية. لكن عندما يظهر ميكروب جديد ينتج عنه عدوى قابلة للانتقال وتنتشر في صورة جائحة، أو يكون التفشي أو الانتشار مثل كورونا فإنه يتطلب من شرائح المجتمع أفراداً وجماعات الاستجابة الفورية مع الاحترازات الوقائية وتطبيقها، والعمل الجماعي في مثل طبيعة هذه الظروف تثمر بنتائج متقدمة تضعنا في المقدمة. وفي المقابل هذه الجهود الجماعية قد يفشلها سلوك فرد خاطئ بالأخص ممن يشتبه فيهم بعدوى كورونا يسهم في نشر العدوى لمحيط تنقلاته ومن ثم إلى رقعة أكبر لا يمكن السيطرة عليها. استشعار فردي الدكتورة حنان الشيخ "مديرة إدارة مكافحة عدوى المنشآت الصحية بصحة الأحساء" ثمّنت ما تشهده المملكة العربية السعودية من تناغم بين وزارة الصحة والمواطن في موضوع مكافحة كورونا والوقاية منه، حيث أصبح الفرد يستشعر أنه معني بذاته لمجابهة هذا الداء، فغدت الجدية والوعي الواسع هي سيدة المشهد، واعتبرت أن وعي المجتمع بات هو المعول الأول، مشيدة بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة من التقنية في نشر الوعي، وفي الوقت ذاته وجهت د. حنان شكرها للمجتمع الذي عدته اللاعب الأول للتصدي لهذا المرض. وللأسرة دور الدكتور عبدالله الرمضان "استشاري طب أسرة" شدد على أهمية مشاركة الأسر في توعية أبنائها لمواجهة هذا الوباء عبر التفاعل مع ما تطرحه وزارة الصحة من تعليمات على المستوى الفردي، كضرورة غسل اليدين وتجنب المصافحة، أو على مستوى الاجتماعات الأسرية وأهمية الحد منها قدر الإمكان، ومن المهم في هذه المرحلة احتواء الأطفال وتطمينهم وتثقيفهم حول المرض، وكذلك الاهتمام برعاية كبار السن والأفراد الأكثر عرضة للخطر. د. عبدالعزيز الحليبي ماجد الحميضان د. محمد العيثان د. حنان الشيخ د. أشرف الرمضان د. عبدالله الرمضان