للوعي ومكوناته التربويَّة.. آثار حميدة، وانعكاسات إيجابيَّة على الصحة الفكرية والثقافية والاجتماعيَّة والقيمية والسلوكية. فهو ليس ترفًا فكريّا أو رجمًا بالغيب.. وإنما حكمة وكياسة تجعل الإنسان يصل للحقيقة ويعرف ما يدور بداخله ومحيطة الاجتماعي.. وهو أيْضًا رد فعل تجاه كل السلوكيات والممارسات والظواهر في حياته الاجتماعيَّة وكيفية التعامل والتعايش والتفاعل معها بتوازن منضبط، ويمثِّل الوعي عند العديد من علماء النَّفْس الاجتماعي كمفهوم؛ «الحالة العقلية التي يتميز بها الفرد بملكات المحاكمة المنطقية الذاتية الإحساس بالذات، والإدراك الذاتي، والحالة الشعورية، والحكمة أو العقلانية، والقدرة على الإدراك الحسي للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الاجتماعي له». وبالمحصلة السيكولوجية الوعي هو ما يكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة الاجتماعيَّة ومعرفة الطّبيعة من حوله. هذا الاتجاه الحضاري تجاوزته كثير من المجتمعات المتقدِّمة وشعوبها الواعية بمراحل.. بينما نحن في واقعنا المجتمعي الحالي لا نزال نأخذ القشور التي تعكس عمق أزمتنا الثقافية مع (الوعي).. وتحديدًا مع الظواهر الصحية، إذ نعاني من (انخفاض) أو هبوط حاد في مستوى الوعي الاحترازي والوقائي، فمع انتشار فيروس كورونا في بعض بلدان العالم الذي قذف الرعب في قلب منظمة الصحة العالمية أخذت حكومتنا الرشيدة -أيّدها الله- فيروس كورونا على محمل الجد، وشرعت وزارة الصحة فعليًّا في اتخاذ العديد من الخطوات الحثيثة والفعالة تجاه تعزيز الصحة العامة، نذكر منها تكثيف إجراءات الترصد الوبائي، والتحري حول هذا المرض، وتفعيل النشاط البحثي في هذا الشأن، وكذلك اتخاذ تدابير الوقاية من المرض وسبل المكافحة وأخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار الفيروس واتباع العادات الصحية السليمة للوقاية منه.. ومنها غسل الأيدي بالطريقة الصحيحة، وعدم التواجد في أماكن التجمعات العامة والبقاء بالمنزل حفاظاً على سلامة الجميع من هذا الوباء الذي اجتاح العالم دون سابق إنذار، إلا أن استهتار البعض بمخاطر فيروس كورونا الذي يعد مخالفة إنسانية ودينية بل قد تصل حد اعتبارها جريمة إذا كان التساهل والتراخي والاستهتار بتعليمات الجهات المعنية من قبل بعض اللامبالين الذين يضربون بهذه التعليمات الاحترازية عرض الحائط عمداً دون وازع ديني أو ضابط أخلاقي أو رادع ذوقي كما نشاهده مع الأسف في بعض أماكن التجمعات العامة وغيرها وعدم البقاء في المنزل وقائياً، يكشف أزمتنا الحقيقية مع الوعي حتى خرج علينا الوزير المستنير د. توفيق الربيعة عبر بوابة الاتصال المرئي رافعاً سقف المطالبة باتباع التعليمات الوقائية والخطوات الاحترازية التي تقدمها وزارته المتوثبة من أجل سلامة الجميع من فيروس كورونا وهو يقول نحن نعيش في تحدٍ كبير، الفيروس ينتشر سريعاً في أنحاء العالم وإن المهمة وطنية باتباع مجموعة من الاحترازات الوقائية، ولذلك فإن الوعي يشكل وقت الأزمات والمحن صمام أمان في حماية المجتمع من الأمراض الوبائية والفيروسية ومكافحتها وقائياً والحد من انتشارها، ولكل مواطن غيور أقول: ابق في منزلك من أجل صحة مجتمعك.