تأهبت المملكة بمجموعة من الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد باتخاذها مجموعة من القرارات الحاسمة والسريعة خلال فترة وجيزة وبخطوات مدروسة. وتأتي المملكة في المرتبة الأولى عربيًا وال47 عالميًا من بين 195 دولة في قدرتها وجاهزيتها لمواجهة الأوبئة، وذلك حسب نتائج مؤشر الأمن الصحي العالمي (GHS). ومنذ بدأت بوادر ذلك الفيروس في بعض الدول أقيمت المؤتمرات ذات العلاقة التي كان لها الأثر البالغ في تدارك الأزمة، ما أسهم في إدارة عملية انتشار الكورونا السريعة ومحاصرته والقضاء عليه بكل احترافية، وتوالت القرارات والتصريحات من قبل الجهات الحكومية في تنظيم عملية الدخول والخروج عبر المنافذ الحدودية للمملكة تجاه الأشخاص الذين زاروا دولًا موبوءة بفيروس كورونا الجديد، من خلال قيام الجهات الأمنية فورًا بالتنسيق مع نظيرتها في دول مجلس التعاون الخليجي حفاظًا على سلامة المواطنين والمقيمين على أرضها. وحيث توالت القرارات المفصلية التي كان من أبرزها تعليق شعيرة العمرة للمواطنين والمقيمين والزائرين، وهي لا شك خطوة جريئة ومحسوبة للمملكة تنم عن الإدراك والإحاطة بضرورة سلامة كل من يفد على الأراضي المقدسة، وإجلاء مئات الآلاف من المعتمرين. وفي خطوات إعلامية غير مسبوقة تدل على مدى مواءمة الجهات الحكومية للأحداث في التعامل مع الأزمة إعلاميًا، تم إصدار البيانات الرسمية والمؤتمرات الصحافية والتصريحات المباشرة من المصادر المسؤولة، وهذا ما يؤكد قوة العلاقات العامة والإعلام في التعامل مع هذه الأحداث واستباقيتها لطرح المعلومات وردع الشائعات، إضافة إلى تقليص الفجوة المعرفية بين الجمهور والإعلام في تلقي المعلومات من مصادرها الموثوقة. كل ذلك يدل على قوة مواجهة المملكة في التعامل مع أصعب المشكلات والأزمات وإن كانت عالمية، بسرعةٍ عالية وجهد مضاعف، دون أن يشكل ذلك أي اهتزاز أو إخلال في سير العمل للمنظومات المسؤولة. وأبرز ما يمكن الإشارة إليه في هذا الخصوص هو مداخلة معالي وزير التعليم حمد بن محمد آل الشيخ عبر قناة العربية للتعقيب على قرار تعليق التعليم كخطوة احترازية لسلامة المواطنين، وسبقتها كذلك مداخلة معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عبر القناة السعودية، تعد قيمة محسوبة للوزارتين بأن يتحدث المسؤول وصاحب القرار الأول في الهيكلة الإدارية للشعب بنفسه، يدل على استشعارهم للمسؤولية وأهمية الموقف؛ حيث تناولا الموضوع بكل سلاسة، وتمت الإجابة عن أسئلة المواطنين بهدوء وروية وتطمين. فعندما يكون لديك فريق عمل احترافي ينظم العملية الاتصالية بصورة صحيحة لإدارة الأزمات، يقلل ذلك من حجم الأضرار التي قد تتكون نظير خطأ بسيط في هذه العملية الاتصالية؛ حيث إن اختيار الوقت الملائم والمعلومة المناسبة والمنصة الإعلامية المناسبة يعني تكامل عناصر تحقيق الوصول إلى الجمهور المستهدف بمفهوم محدد وصريح، ما ينتج عنه مجموعة كبيرة من الأهداف المحققة، من أبرزها حماية للمملكة من الشائعات التي يكثر تداولها أثناء الأزمات، علاوة على ترشيد استخدام موارد المنشآت الصحية، والأهم من كل ذلك كسب ثقة المواطن وأنه عنصر الاهتمام الأول.