عصف فيروس كورونا بالكرة الأرضية، بدأ الأمر شأنًا صينيًا في مدينة "ووهان"، ثم انتشر عالميًا ليصل عدد المصابين إلى ما يقرب من 150 ألف شخص في نحو 150 بلدًا ومقاطعة، ووفاة أكثر من 5.600 نسمة. وزاد الأمر سوءًا حينما ضرب الفيروس مشاهير وسياسيين وقادة عسكريين في بلدان كثيرة، وفقدت بعض الحكومات السيطرة. والمتأمل لأبرز التفسيرات الإعلامية (في الفضاء الإعلامي والتواصلي العالمي) حول نشأة وانتشار هذا الفيروس يجد خمسة تفسيرات بارزة يمكن تلخيصها في الآتي: الأول: تفسيرات تحت مظلة المؤامرة، منها تفسيرات تتعلق بشائعات (الحروب البيولوجية) التي تقول إن الفيروس معدّل في معامل صينية لاستهداف الأميركيين، وآخرون يرونها مؤامرة أميركية استهدفت الصين، ولكن السحر انقلب على السحرة. وتفسير مؤامراتي آخر يقول إن هيستيريا "كورونا" تديرها القوى (العالمية) الخفية لنشر الذعر بين الجماهير، والتلاعب بالاقتصاد وتغيير مراكز القوى الاقتصادية والسياسية، ونحو ذلك. الثاني: تفسيرات ظهرت محسوبة على مرجعيات دينية وعقائدية في معظم البلدان. وفي هذا الخصوص نشرت مواد كثيرة تنسب لرجال دين من المسلمين والمسيحيين واليهود بشكل خاص تحاول أن تفسّر انتشار هذا الفيروس كعقوبة ربانية نتيجة الآثام والشرور التي يخوض فيها البشر اليوم. الثالث: تفسيرات تهون (أو تهوّل) من انتشار الوباء بين من يرى أن ما حصل مجرد مقدمات لما هو أسوأ، وبين من يرون أنه ضمن الحدود الطبيعية في ظل حقيقة أن هناك أمراضًا أكثر فتكًا من كورونا الجديد. ويمكن ملاحظة ذلك في الولاياتالمتحدة مع انقسام الجماهير بين إعلام يميني (جمهوري) وإعلام يساري (ديمقراطي) في تناول الظاهرة. ويتضح أثر ذلك أكثر في نتائج استطلاع أجرته "رويترز"؛ إذ تبيّن أن أربعة من كل عشرة ديمقراطيين يعتقدون أن الفيروس "التاجي" يمثل تهديدًا كبيرًا، لكن اثنين فقط من بين كل عشرة جمهوريين شعروا بالشعور نفسه. الرابع: إن الفيروس لم يكن مفاجئًا عند "المستبصرين" و"العرافين"، وإن الشيطان والقوى السفلية الشريرة وراء ذلك. ويستشهد بعض من يطرحون هذا الطرح بورود اسم الفيروس وموعده في روايات وتنبؤات سابقة. الخامس: أن هناك تراخيًا عالميًا مع أن مؤسسات علمية توقعت كورونا، منها جامعة جون هوبكنز الأميركية؛ إذ كان باحثوها عبر برامج حاسوبية قد تنبأوا بانتشار الفيروس وقدرته على حصد أرواح 65 مليون شخص قبل اجتياح الفيروس للصين بثلاثة أشهر على الأقل. قال ومضى: الأزمات مدارس اكتشاف العقلاء ومنابر إظهار الحمقى.