حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان – في خطبة الجمعة – من الإشاعات والافتراءات , والتهويل والإرجاف والاستهزاء بالوباء الذي اجتاح أرجاء المعمورة في أيام معدودات , داعيا إلى المساعدة في اجتثاثه ومحاصرته. وقال : احمدوا الله على العافية , ولا تتعرضوا للبلاء واتقوا أسباب العدوى وأماكن البلاء , واسألوا الله الصحة والعافية والشفاء , وتحصنوا بالأذكار والدعاء , فلن يخيب في الله الرجاء , " فروا من قدر الله إلى قدر الله " , واضرعوا إلى الله ولا تيأسوا من روح الله. وأضاف : الدنيا دار مصائب وابتلاء , ومحن ولأواء , دار مواجع وفواجع , دار آلام ونقم , وصحة وسقم , ومرض وعافية وشفاء وبلاء , دار أتراح وأفراح , وهموم وأحزان , ويأس وبؤس , الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر , كثيرة الإحن والمحن , يبتلي الله فيها البر والفاجر , والمؤمن والكافر , لا ينتظر فيها بعد الصحة إلا السقم , وبعد الشباب إلا الهرم , وبعد الغنى إلا الفقر والعدم , سنة لا تتبدل ولا تتغير , مهما تقدم العلم وتطور , كلا ولو انتقل الإنسان على سطح المجرات والقمر , وخاض أعماق البحار والمحيطات واستقر , سيبقى النقص والعجز قائم , وسيعترف العلم والعقل بعجز العالم , قال تعالى : " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا , لا تنفذون إلا بسلطان ". وقال : إنها قدرة الله وعظمته , مشيئته وإرادته , أمره وحكمته , كل شيء بيده , لا يسأل عما يفعل , قال تعالى : " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون , فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون " , جدير بالمؤمن في وقت الشدة والرخاء , والضيق والسعة والهناء , أن يتوب إلى الله وأن يفوض أمره إليه , وأن يلجأ إلا الله وأن يتوكل عليه , وأن يعلم انما أصابه لم يكن ليخطئه , وما أخطاه لم يكن ليصيبه.