بعد ما ألقت كورونا بظلالها على الأسواق الدولية والعالم بأسرة، وخسائر مليارية وحتى تريليونية وهذا ما حصل بواقع السوق، والآن الصين تعلن عن "السيطرة" على الفيروس بمدينة ووهان الصينية، وهذا ما يعزز حالة من التفاؤل وبداية الانحسار، ولكن ماذا حدث بسعر النفط؟ النفط مؤشر الأسعار له هو بين كبار المنتجين، وأولهم الأوبك وروسيا وبعض الدول خارج الأوبك، وكان هناك اتفاق سارٍ مع روسيا وأوبك، بحيث يكون تنسيق الإنتاج بالخفض أو الرفع وخلق توازن بالسوق للوصول لأسعار جيدة وعادلة للمنتج والمستهلك. ومع تبعات فيروس كورونا، تراجعت أسعار النفط تباعاً مع تراجع الطلب، وظروف الصين في هذا الوقت، وتم وضْع خطة خفض الإنتاج 1.5 مليون برميل، ولكن روسيا رفضت فوراً، مما وضع السوق في حالة ارتباك وفتح الأسعار، وكل منتج يحاول الحفاظ على حصته بالسوق، برفع الإنتاج تعويضاً لانخفاض السعر، وهذا ما خلق حالة ارتباط بالسوق، وتراجع السعر لمستويات لم يصلها إلا بحرب الخليج "تحرير الكويت" في 17 يناير 1991. المملكة أعلنت أنها سترفع إنتاجها إلى مستويات 13 مليون برميل، في أسرع وقت، وهذا يعكس حرص المملكة على الحفاظ على مكتسباتها بسوق النفطية، والمملكة تملك القدرة على الإنتاج ولديها طاقة إنتاجية للوصول لهذا الرقم، وأيضاً احتياطيات ضخمة من البترول تقارب 260 مليار برميل نفط قابل للزيادة، وروسيا التي رفضت الاتفاق هي ليست دولة عظمى اقتصادياً، وتعتبر ثاني أكبر مصدر للنفط بمستويات تقارب 5,3 ملايين برميل يومياً، وتملك الغاز المسال وتصدره خاصة لأوروبا، وتصنف من الدول الأولى في الغاز، ولكن تكلفة إنتاج برميل النفط تقارب 20 دولاراً برميل، وهذا يعني أن خسارتها ستكون كبيرة في تراجع الأسعار، مقارنة بدول أقل بكثير من تكلفة النفط الروسي بأقل من 10 دولارات، وسيكون شهر أبريل محكاً مهماً وكبيراً ما لم يحصل اتفاق، وسياسة النفس الطويل هي التي ستكسب في النهاية، والمملكة تملك كل هذه المقدرات للوصول لأفضل حلول لها في الحفاظ على حصتها السوقية، وتعظيم حقوقها من إيرادات النفط، وستكون أكبر المتضررين وقد يكون "هدف الروس" أن يخرج النفط الصخري من السوق باعتبار أن أسعار أقل من 50 دولاراً تحقق خسائر لهم، وقد تفلس وتخرج من السوق، فينخفض الضغط على السوق ويزيد الطلب على النفط غير الصخري، ولكن هذا يحتاج تأكيدات ووقتاً، إن كانت هذه هي القراءة، ولكن الحل هو التوازن والاتفاق لا أن تنفرد روسيا بوضع قرارات أمام الأمر الواقع، وهذا سيكبدها الكثير مالياً.