أقامت سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن اليوم احتفالاً خاصاً بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة الأميركية. 35 % نسبة النساء العاملات في الملحقيات ونقل نائب رئيس البعثة في سفارة المملكة بواشنطن سامر بن إبراهيم الخراشي، في مستهل كلمته بهذه المناسبة، تحيات سمو السفيرة وشكرها وتقديرها لجميع النساء العاملات في السفارة، وإلى جميع الزملاء الداعمين لأخواتهن، وامتنانها للجميع نظير تفانيهم في عملهم. المرأة تمارس النشاط التجاري دون قيود وأكد الخراشي أن هذه المناسبة فرصة للاحتفاء بالتقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى تمكين المرأة، والاعتراف بأعمالها وإنجازاتها. وقال نائب رئيس البعثة: إنه منذ عام 1977 بدأت الأممالمتحدة بالاحتفال بهذا الحدث السنوي، الذي يقام هذا العام تحت شعار «أنا جيل المساواة - إعمال حقوق المرأة»، واستغلال هذه المناسبة للاحتفال بإنجازات المرأة السعودية، ماضياً وحاضراً وتطلعاتنا إلى المستقبل، فالمرأة السعودية لها دور رئيس في بناء المجتمع ونهضته منذ تأسيس المملكة، وحتى عهدنا الحالي، فقد استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة من منحها حق التعليم، والاستفادة من برامج الابتعاث بالخارج، حيث تصل نسبة المبتعثات في الولاياتالمتحدة الأميركية إلى 29 %، وصولاً إلى افتتاح أكبر جامعة نسائية بالعالم، جامعة الأميرة نورة، وجميعنا اليوم نحتفل بطموح المرأة السعودية في ظلّ ما تعيشه مملكتنا الحبيبة في مختلف المجالات من رخاء وتطور. الإصلاحات تمكّنها من التنقل والسفر بكل يسر وسهولة وأشار الخراشي إلى أنه في هذا الوقت الذي تشهد فيه المملكة الكثير من الإصلاحات والتطورات فيما يخص المرأة يحق لنا جميعاً أن نفخر ونحتفي ونعتز بهذه الإصلاحات. وأوضح أنه مما يدعو للفخر الارتفاع الملحوظ في أرقام ونسب النساء في جميع مجالات العمل، ففي مبنى سفارة المملكة في واشنطن، تعمل 75 موظفة، فيما تشكّل نسبة النساء العاملات في الملحقيات التابعة للسفارة 35 % من إجمالي الموظفين. وعلى صعيد العمل الدبلوماسي، لفت نائب رئيس البعثة الانتباه إلى الازدياد الكبير في أعداد الدبلوماسيات في وزارة الخارجية، حيث بدأن العمل عام 2010م بعدد خمس موظفات دبلوماسيات، ووصل العدد إلى 151 دبلوماسية سعودية عام 2019م، ومن المتوقع زيادة العدد بنسبة 10 % خلال هذا العام 2020م. وتطرق الخراشي في كلمته لصدور الأمر الملكي بإعادة تشكيل مجلس الشورى عام 2013م وتعيين 30 عضوة يمثّلن 20 % من نسبة الأعضاء، مشيراً إلى أنها تعد النسبة الأعلى للمشاركة النسائية على مستوى المجالس الشورية والبرلمانات الخليجية، بما يدل على الثقة العالية للمرأة السعودية ودعمها لتتبوأ مكانتها في المجتمع وخدمة الوطن، إيماناً بإمكاناتها وقدراتها على الإنجاز والإبداع والتميز محلياً ودولياً. وقال: إن المملكة مستمرة في مسيرة الإصلاح في مختلف المجالات لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، فالإصلاحات الشاملة في المملكة تركز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعزز دور المرأة السعودية في التنمية، وخير شاهد على ذلك ما أكد عليه تقرير مجموعة البنك الدولي «المرأة، أنشطة الأعمال، والقانون 2020م» الصادر بتاريخ 15 يناير 2020م، الذي حققت فيه المملكة قفزة نوعية، وجاءت في صدارة الدول الأكثر تقدماً على مستوى (190) دولة في العالم. وأضاف نائب رئيس البعثة في سفارة المملكة بواشنطن، أن التقرير، أكد بأن رؤية المملكة 2030 أسهمت في دعم تنفيذ هذه الإصلاحات، حيث إن الرؤية تؤكد على أن المرأة تلعب دوراً مهماً في التوجه الطموح للدولة، من خلال تضمين مبادرات وأهداف تدعم تمكين المرأة، ومنها الهدف المرتبط برفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 % إلى 30 %. وأشار الخراشي إلى أن الإصلاحات الجديدة توسّع فرص العمل، وتفتح قطاعات جديدة لتوظيف المرأة السعودية، وقد استشهد التقرير بتعديل الأنظمة واللوائح التي نفذتها المملكة فيما يخص العمل فوُضعت إصلاحات لحماية المرأة الحامل في عملها ومنع التمييز في العمل، والمساواة في عمر التقاعد بين الرجل والمرأة ونظام مكافحة التحرش. وفي مجال ريادة الأعمال، لفت نائب رئيس البعثة الانتباه إلى أنه يمنع التمييز بين الجنسين للوصول إلى الائتمان والخدمات المالية، مما يُمكّن المرأة من الحصول على الائتمان، وهذا الإصلاح ما يزال غير مطبّق في 115 دولة. وتابع الخراشي كلمته قائلاً: إن المرأة السعودية تستطيع تأسيس وممارسة النشاط التجاري دون قيود، كما أن الإصلاحات تمكّن المرأة من التنقل والسفر واستخراج وثائقها بكل يسر وسهولة، مما يسهم في تسهيل تنقل المرأة، وما يترتب على ذلك من تحسين الفرص المتاحة للمرأة في توسيع نطاق التنمية الاقتصادية، ومن الجميل أن نشهد لأول مرة في تاريخ السعودية دخول النساء وزارة الدفاع لتنضم بذلك لوزارة الداخلية التي سبقتها في ذلك، حيث تعمل السعوديات برتب عسكرية في قطاعات مختلفة، وكذلك قرار السماح بقيادة المرأة، وما تبع ذلك من أثر على جميع المستويات المهنية والاجتماعية والاقتصادية. وفي نطاق تمكين المرأة في المجال الرياضي، أوضح الخراشي «أن المملكة قطعت شوطاً كبيراً بدءاً بقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس، والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، وكذلك السماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، مشيراً إلى أننا نجد هذا التركيز يتعدى المرأة السعودية ليصل إلى نساء العالم أجمع، ففي عام 2018 انضمت المملكة للجنة وضع المرأة، التابعة للأمم المتحدة، وهي الهيئة الأساسية الرئيسة المخصصة لصنع السياسة العالمية، فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين والنهوض بالمرأة، كما انتخبت المملكة عام 2019 في المجلس التنفيذي لهيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة». وأكد أن هاتين العضويتين في الأجهزة الأممية المعنية بالمرأة، هما إشارة وتقدير من دول العالم لما هو حاصل من تطورات في حقوق المرأة، وتحقيق لأهداف التنمية المستدامة، وبالأخص الهدف المعني بالمساواة بين الجنسين، والمتعلق بالقضاء على أشكال التمييز ضد النساء، وخاصة المتعلقة بالأجور والفرص الاقتصادية. واختتم الخراشي كلمته قائلاً: إن أحد المحاور التي تركز عليها رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، هي «تمكين الإنسان: من خلال تهيئة الظروف التي يتمكن فيها الجميع، خاصة النساء والشباب، من العيش والعمل وتحقيق الازدهار»، فالمملكة في رئاستها تبني في مجال تمكين النساء، وتواصل الزخم الذي تم العمل عليه في رئاسات مجموعة العشرين السابقة وإحراز تقدم ملموس في تمكين النساء والفتيات، بما يتماشى مع الهدف الخامس من أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك دعم المبادرات مثل «تمكين وتطور التمثيل الاقتصادي للمرأة». عقب ذلك، استمع الحضور إلى قصة ملهمة من تايلور سالمون - رائدة أعمال أميركية -، عرضت فيها تجربتها كسيدة أعمال وما واجهته من صعوبات، وكيف تمكنت من التغلب على العقبات التي اعترضت طريقها. وفي ختام الحفل وزعت الهدايا للموظفات والموظفين، ثم التقطت الصور التذكارية الخاصة بهذه المناسبة.