أكد مختصون عرب في الشأن الإيراني أن تصرفات العاملين في مطارات إيران بتجاهلهم وضع الختم على جوازات الزائرين العرب خصوصاً المواطنين السعوديين كشف عن عقلية هذا النظام الإرهابي في حجب كثير من الحقائق، مما ساهم في نشر فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19» في سياسة تتنافى مع مفهوم العلاقات الدولية. وقال الباحث المصري المختص في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي ل «الرياض»: «لا يختلف التراخي الإيراني في اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتقال كورونا عن جملة سلوكها السياسي في المنطقة، والذي يستهدف بالأساس تصدير الإرهاب والتوتر والفوضى، ومن ثم لا مانع أن يكون من بين ما تصدره المرض والأوبئة، وكأن خيار إيران دائما هو خيار علي وعلى أعدائي». وأضاف، لا شك أن حادثة عدم ختم جوازات سعوديين سافروا إلى أراضيها ثم عادوا إلى المملكة تعكس إلى أي مدى تحرص إيران على أن تنشر المرض في المملكة، وذلك لتحقيق حزمة من الأهداف. وأكد أن إيران وبطبيعتها الفكرية الإرهابية لن تفوت الفرصة وستستغل مثل ذلك في شن حملة ضد المملكة وإجراءاتها، وإزاء ما سبق فإنه وبعيداً عن الموقف الإقليمي والدولي الرافض للسلوك الإيراني سواء على مستواه الأمني أو العسكري طيلة السنوات الماضية، فإن الوضع في الوقت الحالي يستلزم وقفة إقليمية ودولية أخرى لا تتسم بحالة الاستقطاب التي اتسمت بها كل المحاولات السابقة لتحديد موقف موحد من السلوك الإيراني، كون أن طريقة التعاطي الإيراني مع انتشار الفيروس يمكن أن تسفر عن كارثة بشرية ليس في الإقليم فحسب، ولكن في العالم أجمع، وهو ما اتضحت بعض بوادره بعدما تأكد للجميع أن إيران أحد أهم أسباب انتقال المرض إلى العديد من الدول في المنطقة، ومن ثم للعالم، لتصبح ثاني أكبر بؤر فيروس كورونا، والبؤرة الأهم في عملية الانتقال، لأن الصين كانت أكثر شفافية في الإعلان عن تطورات انتشار الفيروس، الأمر الذي منح العالم فرصة اتخاذ إجراءات للحد من انتقال الفيروس منها إلى بقية الدول وهو ما لم يتحقق في إيران. مشدداً على أنه في حالة إصرارها ومواصلتها التستر والتضليل فإنها ستكون مسؤولة عن انتشار هذا الفيروس في المنطقة، وعليها أن تفصح عن هويات جميع الزائرين لها. بدوره أكد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني ودراسات الأمن القومي في مصر عبدالله عيسى الشريف أن النظام الإيراني لم يكتف بممارساته المزعزعة للاستقرار في المنطقة عبر الإرهاب المادي والمعنوي والفكري فقط، بل لجأ مؤخراً للإرهاب الصحي، عبر سلوك طهران غير المسؤول بقيامها بإدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها، دون وضع ختم على جوازاتهم، ما يحملها المسؤولية المباشرة في تفشي الفيروس وانتشاره إلى العالم، ويعد تقويضاً للجهود الدولية لمكافحة كورونا، ويشكل خطراً على العالم أجمع، فهناك حجج قانونية دامغة تثبت تورط إيران في تصدير الفيروس إلى العالم. وأضاف الشريف، ولضرورة التصدي للممارسات الإيرانية فيجب أن تتحمل إيران المسؤولية كاملة عن انتشار الفيروس في دول المنطقة، حيث قضت وقتاً طويلاً في التمويه عن الفيروس بدلاً من نشر الوعي بين السكان فيما يخص الوقاية من الفيروس، وتحجيم سبل انتقاله عبر الطرق الصحية المتبعة دولياً، وتقليص الحركة والحد من زيارة مدينة «قم». وقال: «التضليل الإيراني وعدم وضع ختم على جوازات العائدين منها خاصة السعوديين، سيؤدي إلى تزايد أعداد المصابين بهذا الفيروس، مما يتطلب دوراً قوياً وواضحاً من المجتمع الدولي تجاه ممارسات النظام الإيراني، ولا سيما في ظل إمعان نظام طهران بتهديد الصحة العامة للآلاف من البشر عبر استخفافها بكورونا. وأشاد الشريف بالإجراءات السعودية المتبعة للحد من انتشار ولا سيما العفو الاستثنائي لمن يغادر إيران، ولمن زارها أن يفصح فور وصوله للمملكة مقابل الكشف على حالتهم الصحية، لتؤكد هذه الإجراءات حرص المملكة على مواطنيها وكل من يزورها، حيث إن المملكة تعد مقصداً رئيساً لكثير من الزوار من مختلف الجنسيات في العالم.