يواصل النظام الإيراني «المزعج» ارتكاب جرائمه بحق دول الجوار عامداً متعمداً، وبضمير مرتاح وشهية مفتوحة إلى أقصى درجة ممكنة، ففي عالم السياسة، مازال هذا النظام مستمراً في نشر الإرهاب في المنطقة عبر احتضانه الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة في كل من اليمن والعراق ولبنان وسورية، ونجحت هذه الميليشيات في إثارة الفتنة والقلق في هذه الدول، والسيطرة على مقدراتها ومصادرة قرارها السياسي. واليوم ومع أزمة فيروس كورونا المستجد، ترتكب إيران جرائم جديدة من نوع آخر، ولكنها أشد فتكاً، عندما ساهمت في نشر المرض في أراضيها «أولاً»، ثم صدرته إلى الدول المجاورة «ثانياً»، بأساليب تنم عن عدم مبالاة هذا النظام بالأزمة الصحية العالمية، وعواقبها الوخيمة على حياة البشر ومستقبل البلاد والعباد، وكأنه أراد أن يغرد خارج السرب العالمي منفرداً. السلطات الإيرانية مازالت تمارس التضليل المتعمد بتجاهل وضع ختمها على جوازات سفر من زارها من المواطنين السعوديين تحديدًا، وكأنها تقدم خدمة جليلة لهم، وهو ما يساهم في نشر الفيروس بشكل أكبر وأسرع، ومثل هذه التصرفات التي تخالف الأنظمة المتبعة في منافذ السفر الدولية، تعكس عقلية نظام طهران الذي لا يتورع عن ارتكاب أي تصرفات أو سلوك مهما كان، ومهما راح ضحيته من أبرياء، ولو كان يتنافى مع أبسط قواعد العقل والمنطق. اليوم انكشفت إيران على حقيقتها أمام المواطنين السعوديين الذين أصابهم المرض في الدخل الإيراني، وأدركوا أنهم وقعوا ضحية الرعونة والجهل وعدم مبالاة السلطات في طهران. تعامل إيران مع أزمة مرض كورونا، لا يمكن وصفه سوى بأنه جريمة بحق مواطنيها، وبحق البشرية جمعاء، فالمرض يسرح ويمرح في المدن الإيرانية، والنظام لا يبالي بصحة مواطنيه ولا يتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة انتشار الفيروس في الداخل، وأموال الشعب الإيراني تذهب إلى خزينة الميليشيات المسلحة وإلى الجماعات الإرهابية حول العالم، ما يؤكد أنه نظام ديكتاتوري قمعي، لا يهتم إلا بأهدافه السياسية الرعناء، ولو على حساب القيم والمبادئ الإنسانية. اليوم، تأكد للجميع أن نظام الملالي يشكل خطراً كبيراً على العالم، في الحرب والسلم، وأن مواجهته واجبة على الدول كافة، وليس دولة بعينها، فلا فرق بين تصدير الإرهاب والأسلحة ومبادئ الثورة الإيرانية وأهدافها، وبين تصدير فيروس قاتل، فكلاهما مضر بالبشر ويهدد الاستقرار.