بقدر السعادة التي كان يشعر بها عبدالرحمن وهو يحجز لرحلة ترفيهية سياحية، سيقوم بها وأفراد أسرته إلى إيطاليا في الصيف المقبل، بقدر الخوف والتوجس الذي تملّكه اليوم، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد في غالبية دول العالم، وعلى رأسها إيطاليا، التي كان لها النصيب الأكبر من بين دول أوروبا في انتشار الفيروس فيها. الرحلة إلى إيطاليا كلفت عبدالرحمن نحو 19650 ريالاً، نظير حجوزات الطيران، والفندق والتنقلات بين المدن الإيطالية، دفعها إلى شركة السياحة التي تعاقد معها، واليوم يرغب عبدالرحمن وأسرته في استعادة هذا المبلغ، لأنه لا يستطيع أن يغامر بالسفر إلى دولة موبوءة بالمرض. ولم يكن عبدالرحمن سوى حالة من آلاف الحالات السعودية، التي قررت إلغاء حجوزاتها للسفر إلى دول سياحية عدة، لقضاء وإقامة من المتعة والترفيه فيها، خلال الصيف المقبل، قبل الإعلان عن أن هذه الدول موبوءة بفيروس كورونا المستجد. ويبدي مواطنون رغبتهم في إلغاء حجوزات الصيف، واستعادة أموالهم من الشركات التي تعاقدوا عليها، في المقابل، قد ترفض شركات تحقيق هذه الرغبة، وقد يكون لها أعذارها في عدم رد المبالغ. وتشير المصادر إلى أن هناك ربكة كبيرة جداً داخل شركات الطيران والسفر والسياحة، التي قد تستقبل طلبات عملائها بإلغاء حجوزاتهم إلى دول عدة ينتشر فيها المرض اليوم، ولا أحد يمكنه التكهن بما ستؤول إليه الأمور في العلاقة بين شركات السياحة التي تحصلت على أموال وبين عملائها الذين يرغبون في استعادة أموالهم. وقد أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"، أن شركات الطيران العالمية تكبدت خسائر بمليارات الدولارات من جراء فيروس كورونا الجديد، وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن أرباح شركات الطيران العالمية سجلت "تراجعاً محتملاً بما بين 4 إلى 5 مليارات دولار". وأضافت أن نحو 70 شركة طيران ألغت جميع الرحلات الدولية، وأضافت، أن هذه الإجراءات "أدت إلى انخفاض بنسبة 80 % في سعة شركات الطيران الأجنبية.