دخلت قوات النظام السوري بدعم روسي مجدداً مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غرب سورية، بعد معارك عنيفة ضد الفصائل المقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والاعلام السوري الإثنين. وكانت الفصائل استولت الخميس على المدينة التي تشكل نقطة التقاء لطريقين دوليين استراتيجيين بالنسبة إلى دمشق، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات النظام عليها. وأكد النظام السوري أمس الاثنين عزمه التصدي "للعداون" التركي على الأراضي السورية، غداة إعلان أنقرة بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب حيث تنشر قواتها وتقدم الدعم للفصائل المقاتلة. وقال مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين، إن بلاده "تؤكد العزم والتصميم على التصدي للعدوان التركي السافر بكل الحزم ووضع حد لكافة التدخلات التركية حفاظاً على سلامة ووحدة الأراضي السورية". واعتبر المصدر أن نظام الرئيس التركي يصر "على البقاء في خندق واحد مع المجموعات الإرهابية". وطالب المجتمع الدولي بإدانة "العدوان التركي الذي يشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي، ووضع حد لسلوكيات نظام أردوغان في دعم الإرهاب وأخطار انتشاره في المنطقة والعالم". من جانبه أوضح الكرملين أمس الاثنين إن وزارة الدفاع الروسية حذرت تركيا من أن موسكو لا يمكنها ضمان سلامة الطائرات التركية فوق منطقة إدلب السورية بعد أن أعلنت قوات النظام إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة. وأكدت تركيا أنها تتجنب صراع مع روسيا لكن ضرباتها المتلاحقة على القوات المدعومة من روسيا حول إدلب زادت من مخاطر المواجهة المباشرة، ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب أردوغان الخميس المقبل. وفي حين يدعم الرئيس التركي رجب أردوغان الإرهابيين داخل سورية، يهدد الدول الأوروبية بتدفق ملايين اللاجئين والمهاجرين نحو أراضيها. ونقلت وكالة الأنباء التركية عنه القول: "منذ فتح حدودنا أمام اللاجئين، بلغ عدد المتدفقين نحو الدول الاوروبية مئات الآلاف، وسيصل هذا العدد الى الملايين". وتزامناً مع تأكيدات أردوغان بأن بلاده لن تتحمل عبء المهاجرين، يتفانى بتحميلها أعباء الحرب التي تورط فيها منذ بدء تدخله في إدلب. من جانبه قال المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمس الاثنين إن برلين تتوقع من تركيا احترام اتفاقها مع بروكسل بشأن منع المهاجرين من الوصول الى التكتل الأوروبي، وصرح ستيفن سيبرت للصحافيين في برلين "نحن مقتنعون بقيمة الاتفاق ونتوقع احترامه" مضيفا أنه إذا كانت انقرة غير راضية عن الاتفاق، فينبغي معالجة ذلك من خلال المحادثات بين الطرفين. وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "التضامن الكامل" لفرنسا مع اليونان وبلغاريا اللتين تواجهان موجة تدفق المهاجرين من تركيا، واستعداد بلاده "لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود" في إطار "جهود أوروبية". وتسببت موجة الهجرة بمقتل طفل أمس الاثنين قبالة سواحل جزيرة ليسبوس اليونانية بعد غرق قارب للمهاجرين كان محملاً بنحو 50 شخصاً، كما تسببت بمقتل رجل كان يسعى لعبور الحدود، بحسب مصادر أمنية تركية.