تقود المملكة سوق النفط العالمي، المرتعد بهول تفشي كورونا، بموجة تفاؤلية تبثها في أجواء اجتماع أوبك الطارئ بعد غد الأربعاء في فيننا مستندة على قدراتها المستميتة في زحزحة مختلف أزمات السوق الأشد وطئا على مر العقود الماضية حيث تثبت الأحداث الراهنة تسيد السعودية المشهد وحملها كافة الحلول المرنة الكفيلة لكل ما من شأنه إعادة استقرار السوق الذي يعج بالكآبة وتزايد المخاوف المزدوجة من التراجع الكبير في إمدادات الطاقة في ظل تراجع الطلب القهري الذي تقوده الصين أكبر مستورد للنفط في العالم حيث تكشف الأزمة عن انخفاض الطلب الصيني بنسبة 20 % تقريبًا، بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا حيث أجبر فيروس كورونا على إلغاء الرحلات الجوية، وأغلقت الشركات وأدى إلى عزل ملايين الأشخاص، وقد ينخفض الاستهلاك العالمي هذا العام للمرة الأولى منذ الانهيار المالي قبل عقد من الزمان. المملكة تقود سوق النفط العالمي المرتعد بهول كورونا بالحلول وقال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو "إن التحالف يبذل دفعة جديدة للتوصل إلى اتفاق، بدعم من وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وهو دبلوماسي مخضرم في مجال النفط يتمتع بخبرة واسعة في إنقاذ الصفقات التي بدت مستحيلة ولا يستسلم". وأشار بأن في كل مرة تناقش أوبك+ قيود الإنتاج الجديدة، وعادة ما تظهر روسيا مقاومة، مشيرةً في كثير من الأحيان إلى ضغوط من شركات مثل "روزنفت" التي لا تخضع لسيطرة الدولة بالكامل وتريد متابعة مشروعات التوسع ولكن بمجرد تقديم مبررات مصلحة الجميع في كفة واحدة يتم التوصل إلى حل وسط عادة. ومهما يكن من أمر فإن الدلائل المتزايدة على أن الفيروس يعرض الاقتصاد العالمي للخطر أتت أوكلها حيث فقدت الأسهم العالمية ما قيمته 6 تريليونات دولار مع انتشار كورونا. وأعلنت أوبك+ للتو عن جولة جديدة من تخفيضات الإمدادات في ديسمبر لتعويض فيضان آخر من النفط الصخري الأميركي. وفي جلسة أوبك+ المخصصة للخبراء التقنيين لتقييم تأثير الفيروس على الطلب على الوقود امتدت محادثاتهم إلى يوم ثالث غير مقرر وأوصت اللجنة أخيرًا بتخفيض الإنتاج بمقدار 600,000 برميل يوميًا الأمر الذي كان سيؤدي إلى تعميق التخفيض الحالي في أوبك+ بمقدار مليوني برميل يوميًا بمقدار الثلث تقريبًا. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه سيرد على الاقتراح في غضون أيام قليلة. وتتواصل أسعار النفط الخام في التراجع إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل في لندن الجمعة، وقد تنخفض إلى أقل من 30 دولارًا إذا لم تتفق أوبك وحلفاؤها في تمدد التخفيضات الحالية التي تنتهي في مارس إلى يونيو مع احتمال تخفيض أعمق من المتفق عليه المحدد بخفض 1,7 مليون برميل في اليوم وقد تمتد إلى نهاية 2020. وقال مورس من سيتي جروب إن روسيا تحدق في وجه 40 دولاراً للبرميل مما يجعلها أكثر استعداداً للتعاون مع السعودية لقيادة السوق لبر الأمان. وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد حذرت من أن الطلب العالمي على النفط سيتراجع فعليًا خلال الربع الأول من العام بسبب تفشي كورونا مشيرة بأن التراجع سيكون كبيرًا إذ يبلغ 435 ألف برميل يوميًا، وهو ما يمثل أول انكماش في الطلب منذ عقد. أما بالنسبة لبقية العام فقد صرحت الوكالة أنها تتوقع أن ينمو الطلب بمقدار 825,000 برميل يوميًا، وهي مراجعة هبوطية قريبة من المراجعة التي أجرتها إدارة معلومات الطاقة، عند 365,000 برميل يوميًا. وقالت أوبك: إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 990,000 برميل يوميًا هذا العام، ومعظمها سيأتي من دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وفي الولاياتالمتحدة، يواجه المنتجون الصخريون مليارات الدولارات في سداد الديون التي تلوح في الأفق هذا العام إلى جانب توخي الحذر المتزايد من جانب البنوك لتوفير تمويل جديد.