تسهم شركات الطيران منخفضة التكلفة في دفع عجلة نمو قطاع الطيران بمنطقة الشرق الأوسط مسجلةً زيادة بنسبة 9.3 % في سعة المقاعد عام 2019، وذلك وفقاً لمركز المحيط الهادئ للطيران «كابا»، وارتفعت حصة هذه الشركات من إجمالي سعة المقاعد في الشرق الأوسط من 14.9 % عام 2018 إلى 16.5 % عام 2019، مدفوعاً برغبة القسم الأكبر من المسافرين في الشرق الأوسط إلى اختيار شركان الطيران الاقتصادي التي توفر لهم أسعارا معقولة بمواصفات جيدة تتناسب مع احتياجاتهم. في هذا الصدد، تشير البيانات الصادرة عن «كابا» إلى أنه من المتوقع أن تستمر شركات الطيران منخفضة التكلفة في المنافسة على حصة سوقية أكبر خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، حيث تقود شركات سعودية، ومنها طيران ناس، و»طيران أديل» السعودية هذا الاتجاه، حيث كانت نمت سعة المقاعد للأخيرة في عام 2019 78.1 %، نظراً لحداثتها في سوق الطيران السعودي، بالإضافة إلى ذلك، يسلط معرض سوق السفر العربي 2020 الذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي من 19 إلى 22 أبريل 2020 الضوء على هذا الاتجاه بشكلٍ مباشر، حيث أكدت شركات الطيران المحلية منخفضة التكلفة مشاركتها في المعرض بما فيها فلاي دبي وطيران ناس. وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: «تتميز منطقة الشرق الأوسط بموقعها الاستراتيجي على خارطة الكرة الأرضية، حيث بإمكان نحو ثلث سكان العالم من الوصول إليها جواً في غضون ثماني ساعات كما أنها تقع بين المدن الرئيسة الكبرى في القارة الأوروبية في الشمال الغربي ومدن أفريقيا غرباً والهند وباكستان في الشرق. في ضوء ذلك، يعد الشرق الأوسط مكاناً مثالياً لتأسيس شركة طيران اقتصادية تستفيد من حركة المسافرين المتنامية ضمن المنطقة وكذلك المسافرين في أنحاء مختلفة من النصف الشرقي للكرة الأرضية». عند مقارنتها بمناطق أخرى من العالم، توفر منطقة الشرق الأوسط فرصاً مستقبلية أكبر لنمو شركات الطيران منخفضة التكلفة. وحسب شركة بوينغ، فإن 33 % من حركة الطيران للمسارات الجوية قصيرة المدى في العالم تتم من خلال شركات الطيران الاقتصادي، تستحوذ منطقة جنوب شرق آسيا على الحصة الأكبر منها بنسبة 62 %، مقابل 13 % في الوقت الراهن لمنطقة الشرق الأوسط. وفي إطار الجهود المبذولة لدعم نمو شركات الطيران منخفضة التكلفة في المنطقة، أعلنت مجموعة الاتحاد للطيران والعربية للطيران في شهر أكتوبر من العام الماضي عن إبرام اتفاقية استراتيجية لإطلاق شركة طيران اقتصادي جديدة تحمل اسم «العربية للطيران أبوظبي» والتي ستتخذ من أبوظبي مقراً ومركزاً رئيسياً لعملياتها، وهو ما يرفع عدد شركات الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى خمس شركات، ولتصبح في الوقت عينه أول شركة طيران اقتصادي منخفض التكلفة في العاصمة أبوظبي. في الشهر ذاته، أعلنت شركة طيران «سبايس جيت» الهندية منخفضة التكلفة عن خططها الرامية إلى افتتاح أول مركز دولي في مطار رأس الخيمة الدولي، بعد أن وقعت مذكرة تفاهم مع المطار لإطلاق رحلات مباشرة بين رأس الخيمة ونيودلهي، وتزامن ذلك مع إعلان شركة «ويز إير» المجرية للطيران الاقتصادي عن توصلها إلى اتفاق مبدئي في شهر ديسمبر الماضي مع شركة أبوظبي التنموية القابضة لتأسيس شركة طيران منخفضة التكلفة في العاصمة أبوظبي. حيث من المتوقع أن تبدأ الشركة الجديدة أولى رحلاتها في النصف الثاني من عام 2020، مع إطلاق مسارات جوية إلى أوروبا وشبه القارة الهندية وأفريقيا على المدى البعيد. وأردفت كورتيس: «يبدو أن نمو شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة يجلب زخماً جديداً لقطاع الطيران، حيث تتنبأ الأبحاث الصادرة في هذا الشأن أن نحو 50 % من حركة الطيران ستكون ضمن مسارات جوية تقل عن 2000 ميل بحلول عام 2038، وهو اتجاه وصفته شركة إيرباص في أحدث تقريرٍ لها بأنه يشكل بيئة خصبة لنمو أعمال شركات الطيران منخفضة التكلفة». وفي الوقت ذاته، ستستكشف جلسة «نمو الناقلات الجوية منخفضة التكلفة في الخليج» التي ستعقد أيضاً على المسرح العالمي، ظهور لاعبين جدد في فئة الناقلات الجوية منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى تطوير نماذج أعمال مختلطة، بينما سيشهد «مسرح الإلهام» جلسة بعنوان «2020.. عام آخر مليء بالتحديات للخطوط الجوية»، سيتم فيها إلقاء نظرة شاملة على واقع قطاع الطيران، ومناقشة التحديات والفرص مع تقديم لمحة مستقبلية لشركات الطيران لعام 2020 وما بعده.