سجل سوق الطيران المدني في السعودية مستويات أداء متباينة في رحلاته الداخلية والخارجية عام 2011. فقد أظهر تقرير نشره موقع كابا المتخصص بإحصائيات الطيران المدني مؤخرا عن ارتفاع الرحلات الداخلية بمعدل 9.8 % في 2011 ليصل عدد المسافرين الإجمالي إلى 24.8 مليون، مقارنة بالعام السابق، مبينا أن الخطوط السعودية استحوذت على ما نسبته 94% من الرحلات الداخلية، فيما اكتفى طيران ناس بنسبة 6%، وأشار التقرير إلى هيمنة الطيران الدولي على النمو في 2011، حيث ارتفع عدد المسافرين بنسبة 18.2 % ليصل إلى 29.3 مليون مسافر، لافتا إلى تعامل الطائرات الأجنبية مع ما نسبته 62% من إجمالي المسافرين. وذكر التقرير أن التحسن في نسبة الرحلات المحلية لم يصنف وضع السوق المحلي بالصحي، وبخاصة مع زيادة الطلب على العرض في الرحلات والخدمات، إضافة لعدم الدقة في المواعيد، واستخدام الطائرات الصغيرة في نقل المسافرين، الأمر الذي ما يزال عائقا أمام تعافي هذا القطاع. ولفت التقرير إلى أن المشغلين الوحيدين للرحلات الداخلية هما الخطوط السعودية وطيران ناس، وذلك بعد إغلاق طيران سما في 2010، ولكن لم تتكافأ حصصهما السوقية، حيث هيمنت الخطوط الجوية السعودية على 94% من الرحلات الداخلية بينما اكتفت ناس بال 6% الباقية. وكانت الخطوط السعودية سيطرت في عام 2010 على 92% من السوق المحلية. وذكر التقرير أن طيران ناس واجه حالة تنافسية غير صحية، فعلى الرغم من أسطوله الصغير وطائراته الموفرة للوقود، إضافة للتكاليف التشغيلية المنخفضة، فإنه فشل في الرحلات قصيرة المسارات بسبب منافسة الخطوط السعودية التي تغطي أجورها حكوميا، فضلا عن تلقيها لإعانة الوقود الثقيل، مما ساهم في منحها أفضلية في تشغيل رحلات المسارات القصيرة، التي تعد غير قابلة للتطبيق لخطوط جوية أخرى. وأوضح التقرير أن طيران ناس ابتعد بشكل كبير عن الرحلات الداخلية خارج المدن الرئيسية الأربعة، باستثناء رحلات قليلة لأبها وجازان، اعتمدت ناس في رحلاتها إليهما على طائرات امبراير صغيرة الحجم. وفيما يختص بالرحلات الدولية، أكد التقرير هيمنتها على النمو في السوق السعودي في 2011، واصفا المملكة العربية السعودية بأنها المنزل الاقتصادي الأكبر في الشرق الأوسط. وأوضح أنها أصبحت سوقا مهمة بشكل متزايد لخطوط الطيران المحلية إضافة لباقي الأساطيل الأجنبية. وهذا ما دفع العديد من الشركات الخليجية والأجنبية للتوافد بغرض الحصول على رخصة المشغل الثالث لرحلات الطيران في السعودية. وأضاف التقرير أن معظم الرحلات الدولية ما زالت تغادر عبر المدن الرئيسية الكبرى، فيما اجتذبت بعض المدن الصغيرة خطوطا أجنبية وعربية كالخطوط التركية والخطوط الإثيوبية وفلاي دبي.