أكد رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الدكتور سنابرق زاهدي أن نظام الملالي لن ينجح في تمرير أكذوبة النظام الديموقراطي على شعبه هذه المرة لأن حقائق سياسة الولي الفقيه أصبحت مكشوفة للشعب الإيراني، وأشار أن نظام الولي الفقيه أمام مشكلة مستعصية في الداخل الإيراني ومشكلة ضخمة إقليمياً، وعلى الصعيد الدولي يعيش النظام حالة عزلة غير مسبوقة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد على الإنترنت يوم الثلاثاء الماضي ۱۸ فبراير لتقديم رؤية المقاومة الإيرانية حيال مسرحية الانتخابات النيابية لنظام الملالي والتي تحولت إلي أکبر أزمات النظام في الوقت الراهن. وأكد د. زاهدي: أن السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية تعمل تحت الإشراف المطلق للولي الفقيه، لذلك لا معنى لتقسيم السلطات، إذ إن المادة 110 من الدستور تبين أنه لا صلاحية في الحكم إلا للولي الفقيه، وأضاف أن كل من يريد أن يدخل الانتخابات يجب أن يكون مؤمناً قلبياً بولاية الفقيه وملتزماً عملياً أيضاً بولاية الفقيه، وكل من دخل هذه المعتركات والمسرحيات خلال السنوات الماضية كانوا أوفياء مئة بالمئة لأهداف النظام المتمثل بولاية الفقيه. وأضاف رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: أن هناك مجلس صيانة الدستور الذي يتكون من 12 شخصاً، ستة منهم ينصبهم الولي الفقيه، والستة الآخرون ينصبهم رئيس السلطة القضائية الذي يعيَّن من قبل الولي الفقيه. معنى ذلك أن هذه المجموعة المكونة من 12 شخصاً هم منصَّبون أيضاً من قبل الولي الفقيه، وهؤلاء هم من يحددون من لديه الأهلية بالترشح للانتخابات. وبيَّن زاهدي أن هناك تصفيات آخرى للمرشحين مكونة من وزارة المخابرات وقوات الحرس واستخباراتها، وكل هذه الأجهزة هي التي تنظر في تحديد أهلية المرشح لخوض الانتخابات، ومجرد لمحة عابرة لأساسيات وثوابت الدستور وتصرفات هذا النظام وتطبيقه للدستور على أرض الواقع، تؤكد لنا تناقض نظام ولاية الفقيه، لذلك كنا نسمي هذه العميلة بمسرحية هزلية. واستطرد زاهدي القول: والآن نرى أن قادة هذا النظام هم الذين يصفون هذه الانتخابات بالمسرحيات، لكن هناك فرق بين هذه المسرحية والمسرحيات التي جرت في السابق، المسرحية الحالية تأتي في إطار خاص: أولاً نرى أن الظرف التاريخي الذي تجري فيه مسرحية الانتخابات مهمة للغاية لأن النظام القمعي في إيران قد ابتلي بانتفاضات شعبية عارمة، من انتفاضة في نهاية العام 2017 وبداية العام 2018، وانتفاضة نوفمبر من العام 2019. ولم تكن قضية الإيرانيين قضية مطلبية كرفع الرواتب أو معالجة التضخم والبطالة، بل إن مطلبهم الوحيد كان هدم هذا النظام، وقاموا بإشعال المئات من المراكز الحكومية ومراكز السلب والنهب والبنوك الحكومية. ولم يتجرأ روحاني على أن يجيب عن عدد شهداء انتفاضة نوفمبر، وقال اسألوا الطب الشرعي، في حين صرح الطب الشرعي أنه قدم كل التفاصيل للحكومة. ثم أشار د. زاهدي إلي قضايا أخرى مهمة كمقتل قاسم سليماني الأمر الذي شكل نكسة وهزيمة استراتيجية للنظام والسياسة التي يعتمد عليها للبقاء، وقال إن هذه السياسة هي سياسة تصدير الحروب والأزمات لمختلف الدول، وبخروج المجرم سليماني من هذه الساحة ينكسر ظهر النظام. ومن جانب آخر ثار الشعب العراقي في العراق ضد عدوان نظام الفقيه، كما أن الشعوب المقهورة في سورية ولبنان انتفضت ضد هذا النظام، لذلك فالنظام أمام مشكلة مستعصية في الداخل الإيراني ومشكلة ضخمة إقليمياً، وعلى الصعيد الدولي يعيش النظام حالة عزلة غير مسبوقة، وخامنئي قال بأننا نعيش في أصعب مراحل حياتنا ونفس الكلام كرره روحاني أيضاً. ورد زاهدي علي سؤال طُرح خلال المؤتمر عن دافع روحاني ليقول إن هذه الانتخابات مسرحية تارة، ويترجى الشعب للمشاركة بها تارة أخرى، وقال إن السبب هو عدم وجود أي طرق أخرى لهذه المجموعات للنجاة، فهم يبحثون عن بقاء النظام بأي شكل كان حتى لو كانوا تحت رحمة قمع الجناح المنافس.. هذا هو نسيج النظام. وقالت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية إن مقاطعة الانتخابات واجب وطني لكل إيراني شريف، أي أن الموضوع يتعلق بالوطن والمواطنة، وأكدت على أن عهد الشعب الإيراني مع شهداء المقاومة وشهداء انتفاضة نوفمبر الذين وصل عددهم لأكثر من 1500 شهيد يستوجب مقاطعة هذه الانتخابات. وحول توقعات المقاومة الإيرانية إزاء تأثير المظاهرات الأخيرة على نسبة المشاركة وهل ما زال نظام الملالي قادراً على تمرير أكذوبة الديموقراطية على شعبه، قال رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة: إن نظام الفقيه لن ينجح في هذه الأكذوبة هذه المرة لأن الحقائق واضحة. وكتبت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً مفصلاً عن نسبة مشاركة الإيرانيين بالتصويت للانتخابات بعنوان (إيرانيون يائسون من جدوى التصويت ويقاطعون الانتخابات التشريعية). وفي لقاءات مع الإيرانيين قالوا إنهم لن يشاركوا في هذه الانتخابات وسنقاطعها غير مبالين أو خائفين مما سيحدث لنظام ولاية الفقيه الذي بناه خميني ومن خلفه من الدجالين اخترعوا كذبة الانتخابات، ليقولوا إن هناك شيئاً من الديمقراطية في إيران. لكن الحقيقة أصبحت أوضح من السابق لأن الشعب الإيراني قال كلمته، بأن أبناء الشعب الإيراني يرفضون هذا النظام. وأضاف د. زاهدي أن دعوات مقاطعة التصويت بالانتخابات هذه المرة كانت واسعة جداً تختلف كلياً عن السابق، في كل الفترات السابقة كانت المقاومة الإيرانية وحدها هي من كانت تدعو لمقاطعة الانتخابات، أما الآن فهناك في داخل النظام بعض المجموعات دعت لمقاطعة الانتخابات. واختتم الدکتور زاهدي حديثه بالتأکيد علي أنه منذ الانتفاضة الأخيرة في شهر نوفمبر وحتى الآن، يسعى النظام للإنذار والتحذير بأن هذه الانتخابات مهمة جداً، لأن الوضع يمكن أن يتطور لانتفاضة شعبية عارمة. وقال وزير الداخلية الإيراني بأنهم قاموا بمتابعة أكثر من مليون شخص لتأمين هذه الانتخابات. وهذا دليل على أن النظام يخشى بشدة أن تتحول هذه المسرحية لعملية ثورة شعبية وانتفاضة عارمة. .