أجزم بأن وزير الصحة الحالي ووزير التجارة والصناعة سابقًا، معالي الدكتور توفيق الربيعة، هو أحد أنجح الوزراء الذين مروا على بلدي الغالي؛ بسبب أنه غيّر مفاهيم كثيرة لدى المستهلكين والتجار إبان تسنمه وزارة التجارة والصناعة قبل أكثر من خمس سنوات، فهو من استطاع أن يغير مفهوم الضمان، وأعاد حقوق المستهلكين، وأجبر التجار على الإعلان عن العيوب المصنعية لبعض المنتجات، وهو ما لم يكن مألوفًا قبل قدومه للوزارة. ولكن.. في وزارة الصحة ورغم مضي أكثر من خمس سنوات على شغله لهذا المنصب لم نلمس نحن كمواطنين أي تغير في خدمات الوزارة، بل الأسوأ أن مدينة مثل مدينتي جيزان بلا مستشفى حتى الآن بعد أن احترق مشفاها قبل سبع سنوات تقريبًا. وعودة على عنوان المقال، أروي لمعالي الوزير تجربة حدثت لي في مستشفى العيون في جدة، هذا المستشفى الذي يزعج العيون عند النظر إليه، لألوانه السيئة، ولكن والشهادة لله عند مراجعته وجدت طاقم عمل لا أبالغ إن قلت إنهم ينافسون ويتفوقون على نظرائهم في مستشفيات القطاع الخاص خاصة الكبيرة منها. وكنت أريد أن أخص بالاسم الدكتور المعالج الذي تعاملت معه مباشرة وأجرى عملية جراحية لزوجتي، ولكن لا أرغب في أن يكون المقال ترويجًا له، حتى إن كان يستحق أكثر من ذلك، لتعامله الإنساني قبل الطبي ورقي أخلاقه وحرصه على أداء عمله بشكل يفوق الوصف، ولم آلفه في مستشفياتنا من قبل سواء الحكومية أم الأهلية. وأنا من يحظى بتأمين طبي لي ولأسرتي، ولكن سمعة الدكتور أجبرتني على الذهاب لهذا المستشفى، وأن أخرج منه بانطباع رائع عن هذا الصرح الطبي ليس كمبنى وإنماء كإمكانيات بشرية نفخر بها ونعتز أن في وطننا هذا النوع من الأطباء الحقيقيين. فأقول لمعاليه: أعلم ويعلم الجميع مدى حرصكم على الإنجاز والتطوير وخدمة المواطن، وهذا لا جدال فيه. ولكن عليكم ترتيب الأولويات، فالكفاءات البشرية أساس أي تطوير. واختيار المسؤولين في المناطق وفي المستشفيات هو لبنة النجاح. * مسؤول تحرير الرياض بمكتب جدة